تزايدت الدعوات إلى تعديل القانون عدد 52 لسنة 1992 المتعلق بالمخدرات، بعد القضاء بسجن ثلاثة شبان لمدة 30 سنة بسبب تدخينهم لمادة القنب الهندي (زطلة) داخل ملعب بولاية الكاف.
بالتوازي مع ذلك يرى جزء من التونسيين أن إلغاء العقوبة السجنية في حق مستهلكي المخدرات سيؤدي إلى تزايد عدد المدمنين في حين أن الدولة لا تملك الوسائل الوقائية ومراكز العلاج من الإدمان.
الرأي الطبي
أكّد الأخصائي النفسي المختص في علاج الإدمان، الدكتور فارس الشرقي لـ”JDD”، أن القنب الهندي أو الزطلة أو المارخوانا مثل جميع أنواع المخدرات قد تؤدي إلى الإدمان لكن خصوصية هذه المادة تكمن في أنّ امكانية حصول الإدمان تعتبر ضئيلة جدا.
وفسر الدكتور ذلك بأنّ المادة المسؤولة عن الادمان والتي تسمى Terahydrocannabinol المعروفة اختزالا بـ THC موجودة بكمية ضعيفة جدا في هذا النوع من المخدرات مشيرا إلى أن هناك نوع من الزطلة خال من هذه المادة يستعمل لمعالجة بعض الاعراض طبيا.
الإدمان النفسي
أوضح الطبيب النفسي فارس الشرقي أنّ على عكس بقية المخدرات التي تستهلك عبر الحقن أو الشم أو البلع فإن القنب الهندي لا يتسبب في إدمان جسدي يتطلب الإقامة بمراكز خاصة للعلاج أو المستشفيات فهو لا يحدث ضررا بدنيا لكن الإنقطاع عن الاستهلاك قد يؤدي إلى مشاكل نفسية تتطلب زيارة أخصائي نفسي ولا يتطلب علاجه أي أدوية.
وأشار إلى أن علاج الإدمان على الكحول مثلا يستوجب الإقامة بالإنعاش لعدّة أيام لأن الشخص الخاضع للعلاج قد يتعرض إلى نوبات صرع تتسبّب في الوفاة لذلك فإنه في كل الحالات لا يكون “الحشيش” قاتلا، وفق تعبيره.
الأطفال
صرح الدكتور فارس الشرقي أنّه لأسباب عضوية، لا يسمح لمن هم دون سن الواحدة والعشرين استهلاك مخدر الزطلة بسبب عدم اكتمال نمو الدماغ مما قد يؤدي إلى اضطرابات عقلية ونفسية.
وأضاف أن تقنين استهلاك القنب الهندي سيكون بمثابة حماية القصر موضحا أنّ من هم دون السن القانونية يستهلكون المخدر دون مراقبة باعتبار أنه يباع بطرق غير مشروعة وغير قانونية لكن اذا تكفلت الدولة ببيعه فإنها ستتولى مراقبة مسالك التوزيع وبالتالي منعه من الوصول إلى الأطفال مع تشديد العقوبات لمروجيه في صفوفهم وفق تقديره.