أصدر رئيس مجلس نوال الشعب راشد الخريجي الغنوشي بيانا أدان فيه العنف الصادر عن بعض نوّاب كتلة ائتلاف الكرامة، وذلك على خلفية أحداث 7 ديسمبر 2020، معتمدا على تقرير حصلت JDD على نسخةمنه، وهو الأمر الذي قد يغيّر موازين القوى السياسية في البلاد وفي مجلس نواب الشعب.
سيف الدين مخلوف انتقد موقف راشد الغنوشي واعتبر أنّ كتلته في حلّ من كل ارتباط بالنهضة، وهو ما يعني أنّ الائتلاف الحاكم قد يلقى تصدّعا في الفترة المقبلة، فنواب قلب تونس يمرّون بأعسر وأحرج فترات وجودهم السياسي بعد إيقاف نبيل القروي رئيس الحزب، وهو ما جعلهم في وضعية الهدف المستساغ لشخصيات وأحزاب سياسية تبحث عن تموقع في الساحة السياسية مثل حزب آفاق الذي أصبح زعيمه الجديد الفاضل عبد الكافي في حاجة لنواب يجعلون منه رقما مهمّا في المعادلة السياسية.
تأثيرات سياسية مرتقبة
إضافة الى ذلك فإنّه في صورة حدوث تصدّع بين ائتلاف الكرامة وحركة النهضة، يكون من المرجّح أن يصبح لهذا الوضع الجديد تأثيرا على الحراك الداخلي للنهضة نفسها وعلى التحالف الثلاثي داخل مجلس نواب الشعب، وهو الائتلاف الداعم للحكومة. إذن أصبح من المرجّح أن يكون التحوير الحكومي المقبل أمام حقول ألغام جديدة بدأ الإعداد لها من خلال إضراب الجوع الذي خاضته عناصر من الكتلة الديمقراطية التي تحمّل النهضة وحَلِيفَيْها الكرامة وقلب تونس مسؤولية إسقاط حكومة الفخفاخ التي كانت تمثّل بالنسبة اليهم قارب الرحلة في إدارة الدولة.
تحوير حكومي عسير وحسابات الغنوشي
بهذا المعنى يصبح التحوير الحكومي المرتقب موضوعا لإعادة خلط الأوراق واعادة النظر في موازين القوى. لقد تمكن المضربون عن الطعام بشكل أو بآخر من فرض بيان صادر عن رئيس مجلس نواب الشعب لإدانة عناصر من كتلة ائتلاف الكرامة، وبالتالي الدفع نحو احداث تصدّع في الترويكا الجديدة.
ولكن في مقابل ذلك هل كان موقف الغنوشي خال من الحسابات؟ طبعا الغنوشي كان مضطرّا ولكنّه لتخفيف وطأة الموقف اعتمد في ما صدر عنه على تقرير لجنة التحقيق، وهو التقرير الذي أدان العنف الصادر عن بعض النواب من كتلة ائتلاف الكرامة اضافة الى ذلك فإنّ حسابات الغنوشي تجعله يعمل على التقرّب أكثر من الرئيس قيس سعيّد الذي يدرك الغنوشي أن بين يديه أوراق قادرة على تغيير كلّ موازين القوى وخاصة إذا بدأت ماكينة اتحاد الشغل في تكتيك المواجهة. إنّ ادانة نوّاب كتلة ائتلاف الكرامة هو مطلب رئاسي ونقابي أيضا، بالتالي فللغنوشي أوراقه التي يلجأ اليها في اللحظات العصيبة.
وثيقة: تقرير فريق العمل المكلّف بالتقصي في أحداث العنف التي طالت بعض النواب يوم 07 ديسمبر 2020 بمقر مجلس نوّاب الشعب