أكد محمد قعلول من قسم العدالة البيئية للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لـ JDD, اليوم الأحد 10 جانفي 2021, أن التحاليل التي أجرتها مصالح وزارة الفلاحة على عينة من صابة الفلفل المتضرّرة بيّنت أن البذور الأجنبية هي السبب في ظهور الفيروس المجهول الذي تسبّب في إتلاف مشاتل الفلفل في بنبلة من ولاية المنستير.
وكان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قد أورد في بيان صادر عنه أمس السبت 9 جانفي 2021، ووصلت موقع JDD نسخة منه، أن البذور المستوردة هي السبب في الفيروس مجهول المصدر الذي سبب أضرارا لمحصول الفلفل في بنبلة مشيرا إلى أنها “ليست هذه المرة الأولى التي تتسبب فيها بذور أجنبية في كارثة مشابهة”.
غياب الدواء
وأوضح قعلول أن هذا الفيروس غير المعروف ومن خلال الأضرار التي يسببها للمشاتل، من المحتمل جدا أن يكون له تداعيات سلبية على صحة الإنسان إذا ما تم استهلاك الفلفل المتضرر ولهذا السبب لجأت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية في المنستير إلى اتخاذ قرار إتلاف المحصول على اعتبار أنه الحل الوحيد في غياب دواء لمحاربة الفيروس.
وأشار قعلول إلى أن فيروسات مماثلة أضرت بمحاصيل الفلفل والطماطم كانت قد ظهرت في سنوات سابقة في المنستير وسيدي بوزيد، لكن الفرق هذه المرّة أن الأمر لا يتعلق بفيروس واحد بل بمجموعة من الفيروسات تمكنت التحاليل من تحديد ثلاث منها فيما ما تزال البقية مجهولة.
وانتقد المنتدى ما اعتبر أنه “تواصل صمت السلط المعنية ممثلة في وزارة الفلاحة رغم ثبوت تسبب البذور المستورة في هذه الكارثة”. وندد بعدم اتخاذ الوزارة لـ”أي إجراء أو موقف صريح ضد الماركات المنتجة للبذور المستوردة والجهة المسؤولة عن إدخالها للبلاد”.
واعتبر نفس المصدر أن هذه الحادثة “تدل على تهاون الدولة في القيام بدورها الرقابي على البذور والمشاتل مما يعمق أزمة السيادة الغذائية في البلاد وتفاقم تبعيتنا للخارج مع التخلي الممنهج عن بذورنا الأصلية المقاومة للآفات ودفع الفلاحين نحو استغلال البذور الأجنبية بدعوى إنتاجيتها العالية دون الأخذ بعين الاعتبار ما تحمله من مخاطر على المحاصيل”.
وطالب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الدولة بالعمل في نفس الوقت على استعادة دورها في تأطير الفلاحين و”المحافظة على الموروث الوطني من بذور أصلية والتشجيع على تكثيرها وتسهيل الحصول عليها”، وفق بيانه.
وتضرر من المرض غير المألوف الذي أصاب مشاتل الفلفل منذ نهاية شهر نوفمبر 2020 حوالي 400 فلاح و700 بيت مكيفة من الفلفل الذي يجب إتلافه في المنطقة السقوية ببنبلة لتكون بذلك المنطقة الأكثر تضررا من هذا الفيروس من بين كل المناطق السقوية في ولاية المنستير والتي تقدر بـ1846 منطقة منها الخاصة ومنها العمومية بحسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وتجدر الإشارة إلى أن ولاية المنستير تساهم بنسبة 47% من منتوج تونس للباكورات وهي بذلك صاحبة أعلى إنتاج على المستوى الوطني.
احتقان متواصل
وتعيش الأوساط الفلاحية في بنبلة حالة احتقان تفاقمت بعد قرار المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير إتلاف كامل محصول الفلفل “دون الرجوع إلى الفلاحين أو التشاور معهم، خاصة بالنظر إلى كميات الخسائر التي سيتكبدونها” بحسب ما ذكر بيان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وقال قعلول إن الفلاحين في بنبلة ينفذون احتجاجات منذ خمس أيام قطعوا خلالها طرقات مطالبين بتعويضات مادية فقط حيث يرفضون النقاش على غير هذا المطلب. وذكر أن في سنة 2018 حصلت نفس الحادثة تقريبا على إثرها رفع الفلاحون قضية ضد الشركات المستوردة للبذور.
وشدد قعلول على ضرورة وجود مراقبة على استيراد “البذور الفاسدة من طرف شركات متغوّلة أفقدت تونس سيادتها الغذائية وجعلتنا في تبعية لها”.
وقال رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري عبد المجيد الزار في تصريح سابق لإذاعة “شمس أف أم” إن الأضرار التي لحقت بمحصول الفلفل بالمنستير سيتم تصنيفها على أساس أنها جائحة ما سيمكن الفلاحين المتضررين من الحصول على مساعدات مستعجلة تمكنهم من اللجوء إلى زراعات بديلة وتمديد فترة الري، التي من المفترض أن تنتهي في شهر جوان، لإنقاذ الموسم الفلاحي.
وكان موقع JDD قد نشر في وقت سابق تقريرا حول الفيروس المجهول الذي سبب أضرارا لمحصول الفلفل في بنبلة.