بينما يتقاسم السياسيون على رأس السلطة، الكعكة فيما بينهم،يعيش تونسيون في تونس الأعماق،حياة تفتقر إلى أبسط الأساسيات في وقت ينص الدستور على أنه من واجب الدولة السهر على توفير الحياة الكريمة لجميع مواطنيها.
واقع جعل هؤلاء التونسيين أمام خيار أوحد ألا وهو تغيير واقعهم بأيديهم بعد أن ملوّا انتظار وعود حكومية،غالبا، لا تتحقق، حيث بادر أحد المتطوعين، بجندوبة بتركيز جسر حديدي على مستوى وادي البلوط بمعتمدية بلطة بوعوان من ولاية جندوبة .
التشاركية هي الحلّ
مبادرة تشاركية ساهم فيها أحد رجال الأعمال وبلدية المكان وإدارة الجهة وعدد من نشطاء المجتمع المدني ،وكشف لنا كواليسها،رئيس بلدية المكان، صلاح الفرشيشي، في تصريح لـ”JDD”، بأن المتطوع،صاحب المبادرة،كريم عرفة،وهو صاحب ورشة حدادة بتونس الكبرى، استخدم هياكل حديدية مختلفة الأحجام كما تطوع لشراء هيكل حديدي كان يستخدم في السكك الحديدية وأنشأ جسرا طوله 14 مترا، يربط بين قرية أولاد سلامة ومدرسة عين الفضة التابعة لعمادة بني محمد من ذات المعتمدية من جهة، والطريق الجهوية الرابطة بين بوسالم وطبرقة والمعروفة محليا بطريق “سبع مشايخ”، من جهة ثانية.
وأكّد الفرشيشي،أن هذا الجسر سيمكن من فكّ عزلة تلامذة مدرسة عين الفضة والمتساكنين على حدّ السواء عبر ضمان تواصلهم مع المؤسسات العمومية والخاصة ووسائل النقل لقضاء شؤونهم لافتا إلى أن الجسر القديم كان مكونا من أعواد الحطب وكان يمثل خطرا على أهالي الجهة الذين كانوا مضطرين لإستعماله.
مبادرة مواطنية تُرجع الأمل في الارتقاء بواقع حياة التونسيين عبر سبيل أوحد ألا وهو التشاركية.