تضاعفت ظاهرة العنف المدرسي في تونس بعد الثورة لتبلغ 52 بالمائة داخل المدرسة التونسية،و 48 بالمائة في محيطها حسب ما جاء في دراسة قام بها المرصد الوطني للعنف المدرسي سنة 2014 ،فيما ارتفعت عدد حالات العنف الجسدي ل646 حالة سنة 2018.

تعود اهم اسباب المؤدية لإستفحال ظاهرة العنف المدرسي،الى غياب البنية التحتية على مستوى القاعات و التجهيزات بالمدراس ،و استهلاك المخدرات من قبل تلاميذ المعاهد.

ابرز الأسباب

فبحسب دراسة ميدانية لمنظمة “أليرت انترناشيونال“، حول عينة تتكون من 1200 تلميذا من ثلاث معاهد بولايات مختلفة، صرح 76.1 بالمائة من تلاميذ معهد دوارهيشر بولاية منوبة و 69.5 بالمائة من تلاميذ معهد حي النور بالقصرين و 56 بالمائة لدى تلاميذ تطاوين الشمالية بتعاطيهم مواد مخدرة داخل اسوار المعهد .

اما في ما يخص تعاطي المواد المخدرة خارج المؤسسات التربوية،نجد 59.5 بالمائة في صفوف تلاميذ دوار هيشر، 91.5 بالمائة في صفوف تلاميذ حي النور، و 78.1 لدى تلاميذ تطاوين الشمالية.

وترجح الدراسة ان تنامي ظاهرة العنف المدرسي تعود أساسا لإستهلاك التلاميذ مواد مخدرة، في ظل غياب قاعات مخصصة للأنشطة الثقافية و الترفيهية التى من شأنها صقل المواهب وتطوبر ملكة الإبداع لدى التلميذ ودعم قدراته الذهنية أثناء أوقات الفراغ ،فيما أشارت الدراسة الى اهتراء البنية التحتية ناهيك عن افتقار المعاهد الثلاث التى شملتهم الدراسة الى المعدات اللازمة للتدريس ما يفسر عزوف التلاميذ حضورقاعات الدرس.

و أفادت الدراسة أن العوامل المشجعة على جنوح التلاميذ نحو استهلاك المخدرات الذي يؤدي للعنف، هي بالاساس عوامل نفسية نظرا لغياب التأطير النفسي و الصحي صلب المؤسسات التربوية و غياب تام لأخصائيين نفسيين و اجتماعيين للإحاطة بالتلميذ و الإستماع الى الصعوبات التى يواجههاو تأطيره.