نسجا على منوال الحكومات المتعاقبة، تنتهج حكومة المشيشي ذات التمشي في غض الطرف عن ربط صلات اقتصادية متبادلة مع دول القارة السمراء، مقتصرة في رؤيتها الاقتصادية على أوروبا كسوق رئيسي وشبه وحيد رغم ضيقه والصعوبات التي يمر بها، في وقت تسرّع الدول العربية والإسلامية والغربية الخطى نحو افريقيا للاستثمار فيها لوعيها بقدرتها على خلق بدائل عن السوق المعتادة.
الإمارات تنزل بثقلها في السنغال
أعلنت شركة “موانئ دبي” العالمية تنفيذ أكبر استثماراتها في إفريقيا، حتى الآن، عبر توقيع اتفاق مع حكومة السنغال لإنشاء ميناء بحري في المياه العميقة بمنطقة “ندايان”، بقيمة إجمالية تبلغ 1.127 مليار دولار، اتفاق تم التوصل إليه بعد مشاورات بين رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية والرئيس السنغالي، ماكي سال.
خطوة أولى من استثمار “موانئ دبي” في ميناء “ندايان” تقضي بإنفاق 837 مليون دولار أمريكي،فيما يتوقع أن تنفق في مرحلتها الثانية 290 مليون دولار، على أن تعقبها خطط أخرى لـ”موانئ دبي”،عبر إنشاء وإدارة محطة حاويات تبلغ مساحتها 300 هكتار في ميناء دكار.
وسيتيح هذا الاستثمار تحقيق استخدامات متعددة لميناء دكار،على غرار استخدامه كإطلالة مائية للمشروعات السكنية، والتجارية،إضافة إلى استخدامه كميناء بحري،كما ستسعى الشركة لتطوير منطقة اقتصادية خالصة،بالقرب من ميناء ندايان،الذي يبعد 20 كيلومترا تقريبا عن مطار بليز دياجني الدولي.
وتعمل الشركة حاليا في الجزائروالسنغال وموزمبيق والصومال ورواندا وجيبوتي ما يكشف تمدد الاستثمارات التي حققتها القارة السمراء لتشمل المشاريع عددا من الدول الأفريقية.
سوق افريقية كبرى قادرة على تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس وفتح آفاق جديدة للاقتصاد التونسي لو تمّ العمل عليها عبر تدعيم امكانيات ايجاد موطأ قدم للمنتجات التونسية ضمن السوق الإفريقية.