اعتبر ائتلاف صمود أنّ الأحزاب الحاكمة قد هندست التّحوير الوزاري الذي يضمّ أسماء أغلبها منتمية له أو قريبة منه مشددا على أن هذه الحكومة سياسيّة وأداؤها، يلزم كلّا من حزب قلب تونس وحركة النّهضة الّتي تعمّدت أن تحكم من وراء السّتار، بهدف عدم تحمّل مسؤوليّة سياساتها الفاشلة على مدى عشر سنوات .
وأكد الائتلاف في بيان اصدره اليوم الاربعاء 20 جانفي 2021 أن هذه السياسات ضربت مقوّمات السّيادة الوطنيّة وفكّكت مؤسّسات الدّولة ودمّرت الاقتصاد الوطني مشيرا الى ان هذه التّشكيلة الوزاريّة الخامسة من نوعها التي تستعدّ لحكم البلاد في أقلّ من 15 شهرا تؤكّد هشاشة المنظومة السياسيّة الحاليّة وعدم قدرتها على تحقيق الاستقرار الضّرورّي كما ان هذا التحوير يتزامن مع أزمة اقتصاديّة غير مسبوقة تعيشها البلاد ووضعا اجتماعيا متردّيا .
التحركات الاجتماعية سببها انسداد الأفق
واعتبر الائتلاف أنّ التحرّكات الاحتجاجيّة التي اندلعت منذ أيّام في مختلف أنحاء الجمهوريّة، والتي يقودها في غالب الأحيان، عدد من الشّباب، وبقطع النّظر عمّن يقف خلفها أو يحاول استثمارها، هي نتاج موضوعيّ لجيل عاش تقهقر دور الدّولة، وانهيار منظومات التّعليم والصحّة وتعطّل المصعد الاجتماعي، وتصحير ثقافيّ يدفعهم في بعض الأحيان، إلى الإحساس بالاغتراب وبعدم الانتماء، علاوة عن انسداد الأفق وفقدان الثّقة في المستقبل منددا بسلسلة الإيقافات العشوائيّة التي طالت عددا من المدوّنين والنّاشطين في المجتمع المدني والسّياسي، وبالتّعاطي الأمني العنيف مع المتظاهرين وحتّى مع المواطنين الذين لم يشاركوا في الاحتجاجات.
المؤتمر الوطني الشّعبي للإنقاذ أحد آليات الخروج من الأزمة
ودعا ائتلاف صمود القوى الديمقراطيّة والمدنيّة، إلى مساندة التحرّكات السلميّة والعمل على عقلنتها وتأطيرها، والمساهمة في الضّغط على السّلطة التنفيذيّة إلى غاية تحقيق الحلول العاجلة للطّبقات الاجتماعيّة الهشّة، التي تعيش أوضاعا كارثيّة، وتجنيب البلاد انفجارا اجتماعيّا عشوائيّا بات يهدّد كيان الدّولة والمسار الدّيمقراطي لافتا الى أنّ البلاد في حاجة ملحّة إلى إصلاحات عميقة ومستعجلة وأنّ الطّبقة الحاكمة عاجزة اليوم، عن الدّخول في أيّ عمليّة إصلاح، ويبقى المؤتمر الوطني الشّعبي للإنقاذ الذي انطلق الائتلاف في إعداده مع شركاء من المنظّمات الوطنيّة ومكوّنات المجتمع المدني والقوى السياسيّة الديمقراطيّة والمدنيّة، من بين الآليات التي يمكنها طرح تصوّر جديّ للإصلاحات الملحّة والمعالجات التي يحتاجها الوطن.