أعلنت المملكة المغربية يوم 10 ديسمبر 2020، إعتزامها إستئناف الإتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

وكشفت المملكة المغربية في بيان للديوان الملكي، اعتزامها تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب.
وتحدثت عن تطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي، وأكدت العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة إلى غاية 2002.

وأرجعت المملكة هذه الخطوات المرتقبة إلى الروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي، بمن فيهم الموجودين في إسرائيل، بشخص العاهل المغربي.

المملكة المغربية تعترف بإسرائيل



تميزت سنة 1994 بتطور كبيرفي العلاقات بين المغرب وإسرائيل في عهد الملك الحسن الثاني، ففي الفاتح من سبتمبر، تم افتتاح مكتب اتصال إسرائيلي في الرباط، ليؤرخ ذلك اليوم لاعتراف مغربي ضمني بإسرائيل، وفتح المغرب مكتب اتصال له في إسرائيل بعد ذلك بعامين.

وأرجع المغرب حينها إقامة تلك العلاقات إلى الرغبة في دعم لغة الحوار والتفاهم، بدل لغة القوة والغطرسة، للتوصل إلى السلام العادل والشامل.
كما أصدرت إسرائيل طابعا بريدا حمل صورة الملك الحسن الثاني، بعد وفاته سنة 1999.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، عام 1999، حوالي 50 مليون دولار، وزار المغرب في ذلك العام نحو 50 ألف إسرائيلي، وفق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المملكة.
وفي سنة 2000 زار وفد عسكري إسرائيلي، يضم 25 خبيرا من سلاح الجو، المناطق الجنوبية للمغرب، وفي 22 سبتمبر، من العام نفسه، زار المغرب رجال أعمال إسرائيليين، يمثلون 24 شركة متخصصة في التقنيات الزراعية، بدعوة من غرفة التجارة والصناعة والخدمات في الدار البيضاء.


تدهور العلاقات وإغلاق مكتبي الإتصال في المغرب وإسرائيل

يوم 23 أكتوبر سنة 2000، أعلنت الرباط إغلاق مكتب الاتصال المغربي في إسرائيل، والمكتب الإسرائيلي في الرباط، ردا على القمع الإسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية الثانية، وإعلان الحكومة الإسرائيلية وقف عملية السلام مع الجانب الفلسطيني.

وفي بداية شهر سبتمبر سنة 2003 زار وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، سيلفان شالوم، المغرب، والتقى الملك محمد السادس، كما إلتقت زيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، نظيرها المغربي محمد بن عيسى، في باريس سنة 2007.

كما بحث الملك محمد السادس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، أرييل شارون، عبر الهاتف، خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط، ضمن جهود الرباط للتوصل إلى سلام عادل ونهائي في سبتمبر 2009.

إستئناف العلاقات والإعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 10 ديسمبر الجاري أن المغرب وإسرائيل اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما، بوساطة أمريكية.

كما أعلن اعتراف الولايات المتحدة، للمرة الأولى، بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، وهي مدعومة من الجزائر وتسعى إلى إقامة دولة مستقلة.

وبإعلان المغرب استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، تصبح الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل، بعد أن قطعت موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010.

توقيع إعلان مشترك ثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل

وجرى اليوم الثلاثاء 22 ديسمبر الجاري توقيع إعلان مشترك ثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وجاءت في الإعلان النقاط الآتية:

-الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بين المغرب وإسرائيل.

-الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين المسؤولين الإسرائيليين والمغاربة وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

-تشجيع التعاون في الاقتصاد والتكنولوجيا والطيران المدني والتأشيرات والخدمات القنصلية والسياحة والماء والطاقة والأمن الغذائي وغيرها من القطاعات.

-إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب.

كما تضمن الإعلان المشترك الثلاثي الالتزام بالاحترام الكامل للعناصر المتضمنة في هذا الإعلان والنهوض بها والدفاع عنها. طرف بالتنفيذ الكامل لالتزاماته وتحديد مزيد من الخطوات قبل موفى شهر جانفي المقبل.ووقع الإعلان عن المغرب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وعن الولايات المتحدة المستشار الخاص للرئيس جاريد كوشنر وعن إسرائيل، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات.