يعتبر مصطلح مركب الجنس والإنسانية فيه ثلاثة مستويات الأول تقليدي ينظر للجنس ومن خلاله الجسد نظرة سفلية فمثلا يمكننا أن نلاحظ التماثيل القديمة
أغلبها مقطوعة اليدين لرفضها استعمال الجسد فهي ترفض قيمة العمل وتؤمن بالقيم العلوية مثل الفضيلة والحكمة والاخلاق.
هذه المقاربة حاول المفكرون والفلاسفة في القرون الوسطى إلى حدود القرن عشرين تجاوزها الاولى من خلال التركيز على الانا و لكن بقيت هذه الأنا خارج الجسد وأسس لذلك ما يسمى كوغيتو ارغوسام ولكن مع نيتشه وفرويد.
نيتشه الذي أعاد اعتباره الجسد واعتبره هو الحقيقة وقال إننا نريدها صافية عارية مهما كان وربط ذلك بالموسيقى لانها تحرك المشاعر والجسد ثم مع فرويد حيث اكتشفنا أن الليبيدو أن الرغبة الحنسية هي محرك أساسي.
الجسد الجنسي هو الحقيقة
لم يعد الجسد الجنسي في مكانة سفلية بل اصبح هو الواقع وهو الحقيقة لقد أراد ميشال فوكو التاسيس للجنسانية فاعتبرها هي الاطار الذي يراقب مسارات الجسد هذا التأصيل النظري وجد صداه في مستوى الممارسة فاصبحت الجنسانية هي المجال الذي من خلاله يتحرر الجسد عبر شهواته وأعضاءه ليتم تجاوز حالة القمع السفلية ويصبح الفرد الانسان حرا في الابتهاج بجنسه وبالجنس لان جسده هو ذاته اي لا رقيب عليه غير ما يريده.
إن مفهوم الجنسانية هو جوهر الإيمان بالحرية وحق الإنسان الفرد في ان يحتفي بجسده الشهواني دون قمع اخلاقي او ميتفيزيقي إذا لا وجود لقوى غيبية تسيطر على هذا الجسد اذ لم يعد مجال نفي شهوات الجسد هو الحقيقة لانه بكل بساطة.
rien n est vrai tout ce qui est vrai c est que la vérité elle même n est pas vrai
