تتضاعف التغيرات المناخية في جميع أنحاء بلدان العالم وتونس ليست بمنأي عن ذلك، إذ تشهد البلاد تأثيرات واضحة ومتزايدة نتيجة لتغير المناخ، مما يستدعي إهتماما فوريا و جهودا مستدامة لمجابهة هذا التحدي العالمي و الوطني.
إرتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحر
تعتبر تونس من أكثر المناطق المهددة بالجفاف الذي يؤدي إلى تدهور الأراضي الزراعية وتقليل إمكانيات الإنتاج الغذائي.
على صعيد آخر يتزايد خطر وقوع الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات، و العواصف الثلجية، و إرتفاع منسوب مياه البحر المتوسط في مناطق و تراجعه بشكل ملفت في مناطق أخرى، ما من شأنه أن يؤثر سلبيا علي البنية التحتية و إقتصاد البلاد.
التكلفة الإقتصادية لتونس جراء التغييرات المناخية
تكبد الإقتصاد التونسي خسائر وفقا لمعطيات رسمية تقدر ب40مليون دولار ، بسبب الفياضانات فقط اي ما يقارب0,1% من الناتج الداخلي الخام لتونس، وخسائر بين سنتي 2011و2012 بسبب التغيرات المناخية تقدر بأكثر من 541مليون دولار.
الإقتصاد الأخضر هو الحل
ولتفادي أضرار التغييرات المناخية حسب خبراء في مجال المناخ، يجب أن تتخذ تونس إجراءات فورية وفعّالة، من خلال تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وبناء ممارسات استدامة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الزراعة والصناعة.
من خلال التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز الكفاءة الطاقوية، لكي تتمكن البلاد من إنجاز تقدم في تخفيض إنبعاثات الكربون وتعزيز إستدامة الطاقة.
و في ذات السياق، يتطلب الأمر أيضًا وضع مثال تهيئة للمدن ملائم للتغييرات المناخية للتصدي لتأثيراته على المدن والمناطق الحضرية.
إعلام أخضر يهتم بالبيئة
وفي ظل التغييرات المناخية الحاصلة يجب على الإعلام أن يلعب دورا جوهريا في تعزيز الوعي البيئي، و نشر المعرفة حول تأثيرات التغير المناخي على البيئة المحلية.
وتشجيع المواطنين على اتخاذ إجراءات فعّالة ودعم سياسات بيئية مستدامة، و تسليط الضوء على مشاريع الطاقة المتجددة والممارسات البيئية الإيجابية.
تشير التغيرات المناخية في تونس إلى أهمية التحرك السريع واتخاذ إجراءات قوية للمحافظة على البيئة والحد من التأثيرات السلبية. هذا يتطلب جهودًا تعاونية على مستوى المجتمع المحلي والوطني، بالإضافة إلى التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق نتائج إيجابية ومستدامة.
إيمان الوسلاتي