كتب: ياسين الخضراوي
مع نهاية شهر أوت / آب من عام 1627 تعرضت ايسلندا، لغارات القراصنة القادمين من المغرب، وتحديدا ما عرف بجمهورية سلا أو جمهورية بورقراق.جمهورية أبي رقراق أو جمهورية سلا أو جمهورية قراصنة بورقراق، هي جمهورية بحرية ظهرت في منطقة مصب نهر أبي رقراق، بين سنتي 1627 و1668. كانت الجمهورية عبارة عن تنظيم سياسي بلوتوقراطي أوليغاركي، قوامه قراصنة بحريون، تمركزوا في مدينتي سلا والرباط.شن القراصنة المسلمون هجوما مفاجئا على الشواطئ الايسلندية تحت قيادة القرصان الهولندي مراد رايس الأصغر (جان جانزون)، اسمه قبل اعتناق الاسلام، انطلاقا من جمهورية القراصنة (سلا المغرب الاقصى)، وبمشاركة قراصنة انطلقوا من الموانئ الجزائرية.تأسست جمهورية سلا ككيان مستقل بين عامي 1624 و1668 عند مدخل وادي نهر بورقراق في المغرب قرب مدينة سلا والعاصمة الرباط. وأسس هذا الكيان المورسيكيون القادمون من هورناشوس أو الحورناشيون، وخلال الفترة القصيرة التي عاشت فيها هذه الجمهورية ساهمت بفعالية في أعمال القرصنة في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي وتجارة العبيد مع الدولة العثمانية.كان مراد رايس الأصغر من أكثر القراصنة دموية في زمانه وقد أغار على شواطئ اسبانيا والبرتغال وفرنسا وانجلترا حتى وصل إلى سواحل ايسلندا. وبعد رحيل مراد رايس إلى الجزائر عام 1627 رفض المورسيكيون الاعتراف بالسلطان زيدان الناصر، الذي توفي في سبتمبر / أيلول من ذلك العام، وتوقفوا عن دفع الضرائب وأعلنوا أنفسهم كيانا مستقلا عن المغرب.اعتمد مراد الرايس على أسير دنماركي تم اسره في عملية قرصنة سابقة لكي يجد طريقه الى الموانئ الايسلندية. قام القراصنة بقتل عدد كبير من كبار السن والمرضى وأسر عدد مهم من الرجال و النساء. كان من بين الاسرى الوزير الايسلندي Ólafur Egilsson الذي بيع كعبد بعد وصول القراصنة الى الشواطئ الجزائرية وتم سبي زوجته كجارية جنسية مدة كبيرة وفقد ابنه الوحيد إلى الأبد. حاله كحال بقية الرجال والنساء الايسلنديين الأسرى الآخرين.من اشهر “سبايا” غزوة آيسلندا إمرأة ايسلندية اسمها Guðríður Símonardóttir (كانت زوجة صياد و أم قبل سبيها) قضت 10 سنوات كجارية جنسية (Odalisque) في الجزائر. قبل ان يدفع فديتها كريستيان الرابع ملك الدنمارك و النرويج.في عام 1660 قام الحورناشيون بانتفاضة وتولى قيادة الجمهورية غيلان رايس، ولكن جمهورية سلا لم تصمد أمام السلطان العلوي الرشيد التي وحد المغرب عام 1668 لتنتهي جمهورية سلا للأبد، تاركة وراءها أعمالًا دموية ستظل عالقة في أذهان البشرية وفي التاريخ للأبد.
المراجع:
• The History of Algiers and It’s Slavery with Many Remarkable Particularities of Africk. London: John Starkey, p. 248• Egilsson, Ólafur (2016). The Travels of Reverend Ólafur Egilsson: The Story of the Barbary Corsair Raid on Iceland in 1627. Translated from the original Icelandic text and edited by Karl Smári Hreinsson and Adam Nichols. Washington, D.C.: Catholic University of America Press. ISBN 978-0-8132-2869-3.• https://books.google.com.kw/books?id=SJEg0p4RCP4C…• https://baekur.is/bok/000399674/0/418/Tyrkjaranid_a_Islandi