تعيش تونس مرحلة اقتصادية صعبة وكان البنك المركزي قد أعلن في بيان رسمي عن خطورة هذا الوضع ولضرورة إيجاد حلول للشح الحاد في تعبئة موارد الخزينة العامة داعيا إلى التسريع بتطبيق تونس للتعاون الثنائي الدبلوماسي مع الدول الصديقة للخروج بالبلاد من هذا الظرف الاقتصادي المتأزم.

وفي هذا السياق أكد الخبير الاقتصادي ارام بالحاج ل”JDD Tunisie ” اليوم الأثنين 11 أكتوير 2021 أنه في ظل الأوضاع الاقتصادية الاستثنائية يجب إيجاد حلول استثنائية و تغيير العملة لابد من اللجوء إليه من الحكومة الجديدة بالتنسيق مع البنك المركزي رغم اعتراضه على هذا الاقتراح في وقت سابق إلا أنه لم يقدم في المقابل دراسة جدية لسبب هذا الرفض.
وأضاف بالحاج أن تغيير العملة يعتبر إجراء ناجعا إذا كان حجم السيولة المتداولة كبيرا في السوق الموازية.
وحسب تقديرات الدراسات الموجودة تصل إلى 35 بالمائة، و تعتبر نسبة هامة.
وأنه لابد أن يكون إطار تغيير العملة في سياق استراتيجية إصلاح واضحة و شاملة، مشيرا إلى نجاح هذه التجربة في الهند، وأن تكلفة هذه التجربة لسيت مكلفة و ستكون في حدود ال 50 مليار.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن كل الفاعلين في السوق الموازية سيكون عليهم تغيير السيولة التي بحوزتهم وهذا ما سيحقق أرباحا للدولة مع إمكانية فرضها لأدائات عليهم عند تغيرهم للعملة.
وأوضح أن الحكومة الجديدة إلى جانب هذا الاقتراح سيكون عليها التوجه في عدد من النقاط للخروج من هذه الأزمة الاقتصادية على اعتبار أن تونس تعيش أوضاعا استثنائية منها وقف كل الواردات التي لها مثيل في تونس و السماح رسميا للبنك المركزي بتقديم تمويلات مباشرة لخزينة الدولة مع ضرورة تسقيف المبالغ وفتح تحقيق في ثروات جميع السياسيين وكل من تقلد منصبا في الدولة في العشرية الأخيرة إلى جانب فتح ملفات التهرب الجبائي والقروض البنكية غير المستخلصة بصفة جدية، بعيدا عن منطق التخويف أو التخوين وفق تعبيره
وشدد بالحاج على ضرورة كشف اللثام عن حقيقة الأملاك المصادرة والإعلان عن خطة العمل المعتمدة لاسترجاعها و القيام بتدقيق شامل حول المديونية.
وكان ارام بالجاج نبه لخطورة بيان البنك المركزي الأخير و اعتبره بيان الفرصة الأخيرة و البلاد على أبواب ترقيم سيادي جديد مع إمكانية واردة لتصنيفها في موقع عالى المخاطر ما يعني عدم قدرة الدولة على خلاص ديونها و تعتبر مرحلة الإفلاس غير المعلن.

بين المقترحات من الخبراء الاقتصادين وتحديات الحكومة الجديدة لنجلاء بودن يبقى أمل التونسيين في تقليص نسبة التضخم التي تعيشها البلاد و التي أضرت بشكل مباشر بالقدرة الشرائية للمواطن.