في تطوّر لافت للتوتر الحاصل في العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر، اعتبر وزير الخارجية الجزائريّة رمطان لعمامرة، مساء الثلاثاء 5 أكتوبر 2021، تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضد الجزائر بمثابة “إفلاس في مجال الذاكرة”، وفق تعبيره.

قبر الاحتلال

دعا رمطان لعمامرة خلال زيارته إلى مالي، ماكرون إلى ضرورة الاحترام اللامشروط، للدول الإفريقية في حال أرادت تطوير علاقات ندية، قائلا إنه “يرغب في تذكير من يريد أن يسمع بأن إفريقيا مهد للإنسانية وقبر للاحتلال”.

رمطان لعمامرة

كما طالب الشركاء الأجانب بالتحرر من التصرفات غير المنطقية، تحت مظلة عبارة “المهمة الحضارية للغرب”، لأنها استعملت كغطاء أيديولوجي لتمرير الجرائم ضد الإنسانية، وخاصة ضد الشعوب الإفريقية، حسب قوله

وشدّد الوزير على أن علاقة الجزائر مع فرنسا مبنية على منطق الأخذ والعطاء، فلا وجود لهدايا وقربان في اتجاه واحد، بل فقط مصالح مشتركة.

اليمين المتطرّف يسكب الزيت على النار

من جهتها، أطلقت مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، أمس الثلاثاء، تصريحات شديدة اللهجة ضد الجزائر، ودعت إلى حرمان مواطنيها من التأشيرات ووقف تحويلاتهم البنكية.

وصرحت لوبان في مقطع فيديو نشرته في صفحتها بموقع “فيسبوك”: “أنّ الجزائر التي تعودت على ضعف القادة الفرنسيين عليها أن تحترم فرنسا، لقد استدعت سفيرها ورفضت تحليق طائراتنا العاملة في مالي لمحاربة الإسلاموية”، مضيفة أن “هذا القرار يشكل خطرا على بلدينا وعلى أمن دول إفريقيا، هو قرار غير مقبول وعلى فرنسا أن تفصل في هذا الشأن”.

وقالت أن السلطات الجزائرية “تعتقد أن فرنسا مدينة أبدية يمكن لمواطنيها الدخول إلى أراضيها في أي وقت”، مشددة على ضرورة “عدم منح تأشيرات للجزائريين ما دامت الجزائر ترفض استقبال مواطنيها الذين قررت فرنسا ترحيلهم”.

زدعت زعيمة اليمين المتطرف والمرشحة للانتخابات القادمة “مراجعة تصاريح تحويل الأموال التي يرسلها الجزائريون إلى بلدهم والتي تقدر قيمتها بـ1.5 مليار يورو سنويا”، حيث أن هذه الأموال “لا تساهم في تنمية الاقتصاد الفرنسي”.

هوس الانتخابات

من جهة أخرى، كشف مصدر دبلوماسي لصحيفة الشروق الجزائرية أنّ هوس الانتخابات الرئاسية في فرنسا جر الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المزايدة على كل ما هو جزائري وضد المهاجرين بدعم من اليمين المتطرف.

انتخابات فرنسا

وقال إنّه “من الواضح أن الهوس القهري بالانتخابات الرئاسية المقبلة قد جر الرئيس الفرنسي إلى عاصفة المزايدة ضد كل ماهو جزائري وضد المهاجرين، مزايدة يغذيها وبطريقة مصطنعة، اليمين المتطرف”.