أعلن رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد خلال جولة أدّاها مساء أمس السّبت بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، سعيه لتشكيل الحكومة الجديدة في أقرب الأجال، قائلا “أسعى لاختيار الأشخاص الذين لا تشوبهم شائبة وقادرين على تحمل ثقل الأمانة”.
وعلّق أستاذ القانون الدّستوري سليم اللغماني على هذا التصريح بأنّ رئيس الجمهورية يتّجه عند تشكيل الحكومة إلى اعتماد الولاء كمعيار وحيد، فكيف ستكون ملامح الحكومة المرتقبة؟

“سعيّد رئيسا للحكومة”

في هذا الإطار، صرّح القيادي في حركة النّهضة محمد القوماني لـ”JDD Tunisie”، اليوم الأحد 12 سبتمبر 2021، أنّ رئيس الجمهوريّة كان أكّد في خطابه مساء 25 جويلية أنّه سيعيّن شخصيّة تتولّى تشكيل الحكومة في حين يُفهم من تصريحاته أمس أنّه بصدد تشكيلها وبالتّالي هو رئيسها، وفق قوله.

محمد القوماني

وأضاف القوماني أنّ الحكومة القادمة ستكون “حكومة الرئيس” باعتباره سيتولّى الإشراف على تعيين واختيار رئيسها وأعضائها كما أنّه سيكون في تحمّل المسؤولية، حسب قوله.
وقال إنّ حركة النهضة تطالب بالتعجيل بتعيين حكومة تكون قادرة على مواجهة التحدّيات المعيشيّة وتحمل برنامجا لمواجهة المشاكل الاقتصادية والماليّة والتنمويّة مع التسريع في الإصلاحات المطلوبة ذات العلاقة بصندوق الدّعم والمؤسسات العموميّة مشيرا إلى أنّ أعضاء الحكومة يجب أن يكونوا بالضرورة من الكفاءات الاقتصاديّة المقتدرة، حسب تعبيره.
وشدّد القوماني على أنّ حصول الحكومة القادمة على الشرعيّة داخليا ولدى الجهات الدولية المانحة مرتبط بتزكيتها من البرلمان خاصّة وأن الرئيس يؤكّد أنّه يعمل في إطار دستور 2014، الذي ينص على وجوب مرور الحكومة على التصويت.

لا مجال للولاءات

من جهته، اعتبر وزير التكوين المهني والتشغيل الأسبق والقيادي بحركة الشّعب، فتحي بلحاج، في تصريح لـ”JDD Tunisie”، أنّ المطلوب أن تكون الحكومة قادرة على مواجهة التحديات وتنفيذ المطالب التي رفعها التونسيين يوم 25 جويلية الماضي.

فتحي بلحاج


وأضاف أنّها يجب أن تحظى بالحدّ الأدنى من الانسجام والتناسق، لا مجال فيها للولاءات الشخصيّة والحزبيّة، وفق تقديره.
وفيما يتعلّق بشكل الحكومة، أفاد بلحاج أنّ فكرة اعتماد أقطاب وزارية كان اقترحها خبراء منذ سنة 2019 وهي جيدة باعتبراها تقوم بضم المهام المتقاربة للوزارات على غرار التربية والتعليم العالي والتكوين المهني، مما يسهّل عمليّة الإصلاح ويقلّل من البيروقراطية.