خلافا للأرقام والأخبار المفزعة حول فيروس كورونا في تونس خلال شهري جويلية وأوت لسنة 2021، المتعلقة أساسا بأزمة نفاد الأوكسجين وعدم توفر الكميات اللازمة من التلاقيح، يشهد الوضع الوبائي خلال هذه الأيام استقرارا نسبيا على مستوى عدد الإصابات الجديدة وانخفاض نسبة التحاليل الإيجابية إلى 9.45 بالمائة.
لكن هل هذه الأرقام تدل على انتهاء أزمة كورونا؟
في هذا الإطار أفاد مدير معهد باستور ورئيس الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا الهاشمي الوزير لـ “jdd-tunisie”، اليوم السبت 18 سبتمبر 2021، أن الوضع الوبائي في تحسن، نظرا إلى أن عدد الحالات النشطة بفيروس كورونا في نسق تنازلي خلال الأسبوعين الفارطين، وذلك باحتساب عدد الحالات الجديدة على كل 100 ألف متساكن.
نشير إلى أن عدد التحاليل الإيجابية ليوم 16 سبتمبر 2021، بلغ 797 حالة، وهو ما اعتبره الوزير مؤشرا على أن الوضع الوبائي في تحسن في تونس.
وشدد رئيس الحملة الوطنية للتلقيح على أن التطور الوبائي إيجابي من ناحية عدد الحالات الجديدة، وكذلك من ناحية تطور عملية التلقيح الإيجابية بالنظر إلى نسبة التونسيين الذين تلقوا الجرعة الأولى من التلقيح والذين استكملوا التطعيم وهي “عوامل تجبرنا على مزيد الحيطة والحذر من ظهور حالات جديدة أو تصاعد عدد المصابين من خلال التقيد بالإجراءات الوقائية وتفادي التجمعات والاكتظاظ”.
بلغ متوسط الحالات في منتصف شهر جويلية 2021، حوالي 7439 ومقارنة بنفس الفترة من شهر سبتمبر تراجع إلى حدود 1567 حالة.
من جهتها أفادت وزارة الصحة اليوم السبت 18 سبتمبر 2021، في بلاغها اليومي حول تقدم الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا التي انطلقت منذ شهر مارس الماضي أن إجمالي عدد الذين استكملوا التلاقيح بلغ في هذا التاريخ أكثر من 3 ملايين شخص، يتوزعون بين 2.445.448 ممن تلقوا جرعتين و323.634 تلقوا جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون و402.127 من المصابين سابقا بكورونا تلقوا جرعة واحدة.
مخاوف من موجة خامسة!
يوم 15 سبتمبر 2021، الموافق للعودة المدرسية والجامعية ونظام الحصتين في توقيت العمل في القطاع الخاص والعام، وهو اليوم الذي يمكن أن يسجل فيه أكبر عدد من التجمعات والاكتظاظ سواء في النقل أو في الأماكن العامة والخاصة.
من جانبه أوضح مدير معهد باستور الهاشمي الوزير أنه يجب انتظار أسبوعين لتقييم الوضع الوبائي من جديد، لأنه بالعودة إلى نسبة الحالات الجديدة المسجلة في آخر شهر سبتمبر الجاري يمكن أن نستخلص “هل تجاوزت تونس الأزمة الصحية أم لا”، بأكثر دقة.
عدد المقيمين بالمستشفيات والمصحات في تراجع
أعلنت وزارة الصحة أن عدد المرضى المقيمين بالمستشفيات والمصحات الخاصة بلغ 2044 حالة إلى حدود يوم الأربعاء 16 سبتمبر 2021، وعدد الحالات المقيمة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة بالقطاعين بلغ 379 حالة فيما بلغ عدد المرضى تحت التنفس الاصطناعي بالقطاعين العام والخاص 87 حالة.
في هذا الصدد أكد الدكتور نوفل السمراني مدير الهياكل الصحية بوزارة الصحة، أن نسبة المقيمين بالمستشفيات والمصحات تراجعت إلى 46 بالمائة، وبالنسبة إلى أسرة العناية المركزة انخفضت إلى 52 بالمائة، وذلك بعد تحسن مؤشرات الحالة الوبائية وانخفاض عدد المرضى.
وأضاف السمراني في تصريح لـ “jdd-tunisie”، “نحن على الطريق الصحيح، والحالة الصحية ثابتة أو هي في تحسن مقارنة بشهري جويلية وأوت 2021، مقارنة بنتائج آخر شهر جويلية وبداية أوت، بلغت نسبة مرضى كورونا المقيمين بالمستشفيات والمصحات أكثر من 80 بالمائة”.
ولكن حذر مدير الهياكل الصحية بوزارة الصحة، إذا لم يكن هناك مثابرة على احترام البروتوكول الصحي قد يتراجع الوضع الوبائي.
وأضاف ” لا توجد موجة جديدة فى الوقت الحالي في حالة احترام البروتوكول الصحي”.
وجدير بالذكر، أن تونس تطمح إلى بلوغ نسبة عامة للتلقيح بـ 50 بالمائة لدى السكان مع حلول منتصف أكتوبر القادم، بما يمكن من اكتساب المناعة اللازمة لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا التي راح ضحيتها قرابة 24 ألف مصاب في تونس منذ ظهورها مطلع مارس 2020.