تزايد عدد المتخلفين عن عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا في الأيام الأخيرة، فقد تخلف أكثر من 100 ألف مواطن عن مواعيدهم يوم الثلاثاء 21 سبتمبر الجاري، رغم تواتر الدعوات للإقبال على التطعيم وخاصة الجرعة الثانية من أجل التسريع في اكتساب المناعة الجماعية.

إحصائيات وزارة الصحة للأيام الفارطة تكشف تراجعا متواصلا في نسبة الإقبال على تلقي جرعات التلقيح، حيث تخلف أكثر من 100 ألف مواطن عن مواعيدهم خلال يوم واحد، من مجموع 143.849 لم يتم تلقيح سوى 36349 مواطنا.

نفس الرقم تم تسجيله يوم الاثنين 20 سبتمبر الجاري، حيث لم يتلقى التلقيح سوى 38371 مواطنا من مجموع 132530 من المواطنين الذين برمجت تلاقيحهم ليوم الاثنين 20 سبتمبر وتلقوا رسائلا قصيرة.

وفي هذا الإطار أوضح أستاذ علم الأجتماع في كلية العلوم الأنسانية الأجتماعية بتونس عبد الستار السحباني، أن أسباب عزوف التونسيين عن التلقيح تعود أساسا إلى منهجية التعامل والتناول المتبعة من قبل وزارة الصحة، من خلال عدم فرض إجبارية التلقيح على الجميع.

إجبارية التلقيح!

وقال أستاذ علم الأجتماع في تصريحه لـ “jdd-tunisie”، اليوم الأربعاء 22 سبتمبر 2021، “الحل هو فرض التلقيح في المدارس والكليات بتحديد يوم واحدا لتقديم التطعيم، وهو الحل الناجع منذ القدم”.

من الأسباب الأخرى التي ذكرها السحباني، تتمثل في مخاوف التونسيين من نوعية التلقيح، والجدل في مدى نجاعته مقارنة بالتلاقيح الأخرى.

لكنه أشار إلى أن أرقام وإحصائيات وزارة الصحة في هذا الملف منقوصة، حيث تفتفر إلى مزيد الدقة عبر تحديد الجهات والفئات “هل هم في الريف أو في المدينة، من الأحياء الشعبية في الأحياء الداخلية؟”، في إشارة إلى أن هذه البيانات هي الموضح الوحيد لهذه الأرقام ودلالاتها، ومن خلالها يمكن فهم الأسباب الحقيقية لتخلف المواطنين عن المواعيد المحددة لتلقي اللقاح.

رئيس الجمهورية: إجبارية التلقيح لا تمس من حرية المواطن

من جهته دعا رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال استقباله المكلف بتسيير وزارة الصحة أول شهر سبتمبر، إلى استنباط طرق جديدة ومختلفة عن التي يتم اعتمادها في بلدان أخرى لتلقيح أكبر عدد من التونسيين ضد كورونا .

وشدد رئيس الجمهورية على “أن اجبارية التلقيح لا تمس من حرية المواطن لافتا الى أن المرفق العمومي يقتضي أن يكون هناك تلقيح”، على حد تعبيره.

جدير بالذكر، أنه منذ انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا في تونس. التي انطلقت منذ شهر مارس الماضي بلغ إجمالي الملقحيين أكثر من 3 ملايين شخص.

وتطمح تونس إلى بلوغ نسبة عامة للتلقيح بـ 50 بالمائة لدى السكان مع حلول منتصف أكتوبر القادم، بما يمكن من اكتساب المناعة اللازمة لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا.