أعلنت رئاسة الجمهورية يوم الجمعة 24 سبتمبر 2021، إلغاء منع جولان الأشخاص والعربات بكامل تراب الجمهورية، وذلك بداية من اليوم السبت على الساعة منتصف الليل. قرار حظي بشعبية وفرح من قبل المواطنين، معتبرينه نهاية السجن المنزلي وإعلانا عن عودة الحياة الحقيقية دون قيود وحدود، لكن هل أن الوضع الوبائي والصحي في تونس يتوافق مع هذا القرار؟
نذكر أن تونس تعيش تحت قرار حظر الجولان منذ السنة الفارطة، نتيجة لتطور الوضع الوبائي غير المستقر في البلاد، وتفشي فيروس كورونا مع ظهور المتحورات الجديدة للوباء.
في هذا السياق، اعتبر مدير معهد باستور ورئيس الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا الهاشمي الوزير أن قرار رفع حظر الجولان لن يؤثر سلبا على الوضع الصحي في تونس.
وأكد الوزير في تصريح لـ “JDD-Tunisie” يوم السبت 25 سبتمبر 2021، أن الحالة الوبائية الحالية في تحسن، وذلك من ناحية انتشار الفيروس وتراجع عدد الحالات الجديدة ونسبة التحاليل الإيجابية، معتبرا أن هذه التطورات لا تفرض مواصلة فرض حظر الجولان في تونس”.
لكن مدير معهد باستور أكد على ضرورة الاقتياد بالتدابير الوقائية والإجراءات الصحية، للحفاظ على هذه الأرقام وعدم التراجع السلبي للوضع الصحي، مشددا أن كورونا لم تنتهي في تونس لكننا نسجل تحسنا”.
قرار صحي أم سياسي؟
نصّ قرار رئاسة الجمهورية على السماح للأشخاص الذين استكملوا عملية التلقيح ضد كوفيد-19 بالحضور أو المشاركة في التظاهرات والأنشطة والتجمعات العامة والخاصة بالفضاءات المفتوحة والمغلقة.
من جانبه أكد رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة الدكتور رفيق بوجدارية، أن المؤشرات في نزول، لكن الوضع الصحي غير مطمئن نظرا لعدم اهتمام المواطنين بالإجراءات الوقائية عبر ارتداء الكمامات الصحية وتجنب التجمعات، إضافة إلى العزوف الكبير في اللإقبال على التلاقيح.
إضافة إلى ذلك شدد بوجدارية أن قرار رفع حجر التجوال الليلي مع عودة التظاهرات والأنشطة الثقافية، دون احترام البرتوكول الصحي، سيؤثر سلبا على الوضع الوبائي.
وأرجح أن تطور الوضع الوبائي هو قيد مسؤولية المواطن من خلال احترام الإجراءات الصحية، ومن مسؤولية التجار وأصحاب القاعات والمطاعم الذين يطالبون بالعمل وتعويض خسائرهم السابقة دون التثبث من القيود الصحية وإلزامها على الحرفاء، وثالثا هي مسؤولية الدولة التي لم تفرض بصرامة عقوبات على المخالفين.
واعتبر محدثنا أن المؤشرات الوبائية ستشهد ارتفاعا في الفترة القادمة، بسبب العودة إلى الحياة النشيطة والإقبال على التظاهرات والاحتفالات، إضافة إلى التسيب والانفلات في تطبيق الإجراءات الوقائية.
نشير إلى أن وزارة الصحة سجّلت إلى غاية يوم الخميس 23 سبتمبر، 15 حالة وفاة جراء فيروس كورونا 673 إصابة جديدة بالفيروس من جملة 7154 تحليلا مخبريا، وقد بلغ العدد الجملي للوفيات والإصابات المكتشفة على التوالي 24705 حالات وفاة و703732 إصابة، منذ ظهور هذا الوباء في تونس بداية مارس الماضي.