أثار منشور صادر عن وزارة التربية بتاريخ 15 سبتمبر 2021، يتعلّق بـ”تسيير مهام المتفقدين”، حفيظة جامعتي التعليم الثانوي والتعليم الأساسي، إذ اعتبرتا أنّه جاء “ليعتدي على كافة الفاعلين التربويين بإنكار أي دور لهم في العملية التربوية”.
فماهو مضمون هذا النصّ الذي أغضب المعلمين والأساتذة؟
في هذا الصّدد، كشف مصدر رفيع المستوى من وزارة التربية لـ”JDD Tunisie”، اليوم الإثنين 20 سبتمبر 2021، مناشير مماثلة ذات علاقة بتنظيم عمل المتفقدين كانت صدرت خلال 2015 و2016 لكنّها تثير احترازات المدرسين الذين كان ردّة فعلهم كبيرة على المنشور عدد 58/07/2021.
وأوضح أنّ النقطة 14 والأخيرة من قرار وزير التربية فتحي السلاوتي، هي السبب الرئيسي في غضب النقابتين باعتبار أنّ تنص على “وجوب المؤاخذة القانونية في حالة رفض زيارة المتفقد من قبل المدرّس مهما كانت الأسباب”.
وقال المصدر ذاته إنّ التنصيص على الإجراءات العقابية أصبح محل تنديد المدرسين واعتبروه إجراءً تعسفيا في حين أنه لا يهف إلى التنكيل بهم أو وضع من يراقبهم داخل الأقسام وإنّما جاء على خلفيّة تواتر حالات الاعتداء على المتفقدين ومنعهم من الالتحاق بالقاعات وتعنيفهم ماديا ولفظيا مشيرا إلى أن إحدى المتفقدات مُنعت من أداء عمليات التفقد منذ 4 سنوات بإحدى الدوائر بالعاصمة.
وتابع أنّ مسألة ثانية تقف وراء غضب المدرسين وتتعلق بتشريك المتفقدين في عملية النقل داخل الجهة لإحداث التوازن بين مختلف المؤسسات التربوية موضحا أنه في عدد من الولايات تعج مدارس ومعاهد بالتلاميذ في حين تبقى أخرى فارغة بسبب انتقال أفضل المدرسين إلى مؤسسات دون سواها، وفق قوله.
وبيّن أنّ الوزارة ترى في هذا المنشور أولوية وهو تعبير عن نوايا حسنة لمزيد تسهيل العمل بتشريك المتفقدين في التوزيع البيداغوجي ومرافقة المدرسين باعتبار أن دورهم الأساسي يتعلّق بالرقابة والتكوين لكنهم أيضا مراقبون من قبل الهياكل المختصة داخل الوزارة وليسوا أداة لفرض السلطة على الأقسام، وفق تعبيره.
كانت كلّ من الجامعة العامة للتعليم الأساسي والجامعة العامة للتعليم الثانوي أصدرتا بيانين ردا على المنشور الوزاري الأخير الذي أصدرته وزارة التربية والمتعلق بتيسير عمل المتفقدين والتأكيد على ضرورة تشريكهم في العملية البيداغوجية.
وعبّرت جامعتا التعليم عن رفضهما العمل بهذا المنشور داعية منظوريهما إلى عدم الالتزام بما ورد فيه من إجراءات، مطالبة وزارة التربية بسحبه فورا.