صحيفة الأحد – Jdd Tunisie

تحرّكها الأرباح المالية: نفايات كورونا الخطيرة رهينة 12 شركة

فاقمت أزمة كورونا في تونس، المشاكل البيئية، مما دفع البلديين، خلال ماي 2021، إلى التهديد بالامتناع عن دفن ضحايا فيروس كوورنا لعدم إدراجهم ضمن أولوليات التلقيح في حين أنّهم يتعاطون بصفة يومية مع نفايات طبيّة خطيرة دون توفير أدنى شروط الحماية.

8000 طن من النفايات الخطيرة

تحصّل JDD Tunisie، على معطيات وأرقام حصريّة من الوكالة الوطنيّة للتصرّف في النفايات التابعة إداريا إلى وزارة الشؤون المحليّة والبيئة، والتي تواجه عدّة اتهامات قانونيّة في أكثر من قضيّة أهمها مابات يعرف بملف النفايات الإيطالية.
هذه الأرقام، تظهر خللا على مستوى التصرّف في النفايات الطبيّة، فنسبة التغطية من خلال إبرام اتّفاقيات بين الهياكل والمؤسسات الصحيّة والشركات الناشطة في هذا المجال، في حدود 70 بالمائة فقط.


وتفسّر الوكالة ذلك بأنّ جلّ المؤسّسات الصحيّة من الخط الثالث والخط الثاني أي المستشفيات الجامعية والجهوية والمحليّة، متعاقدة مع شركات مرخّص لها للتصرّف في النفايات بينما يعود العجز في التغطية الجمليّة للمؤسسات العموميّة إلى نقص تعاقد الشركات المذكورة مع مؤسسات الخط الأوّل (المستوصفات الصغيرة) نظرا لأنّ الكميات المنتجة صغيرة وبالتّالي لا تمثّل المردودية الاقتصادية المطلوبة لهذه الشركات، مما يعني أنّ وزارة الشؤون المحلية سلّمت عملية حساسة تتعلّق بالأمن البيئي للأجيال القادمة إلى مجموعة شركات غاياتها ربحيّة تمتلك حقّ الامتناع عن العمل طالما لم تحقّق منه منافع ماديّة.
تجدر الإشارة إلى أنّ 12 شركة مرخّص لها برفع النفايات الاستشفائية المتعفنة DASRI، تنشط في الوقت الحالي مع العلم أنه يقع تحيين هذا الرقم من قبل وكالة التصرف في النفايات بعد إسناد ترخيص جديد أو سحبه.
وتفيد الأرقام الرّسمية بأنّ كمية نفايات الأنشطة الصحية في حدود 18 ألف طن كل سنة منها حوالي 8000 طن نفايات خطيرة.

كيف تتم معالجة نفايات كورونا؟

تقول وكالة التصرّف في النفايات الطبيّة، إنّ كميّة نفايات الأنشطة الطبيّة تطورت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية بسبب فيروس كورونا، دون أن تقدّم إحصائيات دقيقة، في المقابل كشف مصدر من غرفة مصانع تدوير النفايات أن الكميّة تضاعفت بحوالي 200 بالمائة منذ مارس 2020 إلى غاية جويلية 2021، مما يعني رقما قياسيا في مرابيح هذه الشركات.

في فيفري 2020، نسّقت وزارة الصحة مع مختلف الهياكل والوزارات المعنية لوضع بروتوكول يتعلّق بكيفية التصرّف في النفايات ذات العلاقة بالجائحة وتم تحيين هذا البروتوكول وفقا لتطور الوضع الوبائي بالبلاد.
وتنص الإجراءات على تسليم النفايات الصحية للمصابين بكوفيد-19 والنفايات اللصيقة بهم إلى الشركات المرخّص لها دون غيرها بعد وضعها في أكياس صفراء مضاعفة ومُحكمة الغلق.
ويقع تعقيم كلّ النفايات الأخرى المتأتية من مراكز الحجر والتي لا علاقة لها بالمقيم بمحلول مادّة الجافال أو محلول مطهّر مصادق عليه لتعقيمها قبل التخلّث منها إلى جانب تعقيم نفايات المنازل التي يوجد بها مرضى كورونا بنفس المواد.
ويظهر هذا البروتوكول عدّة ثغرات باعتبار أنّ بعض العائلات يصاب أفرادها دون إعلام السلطات الصحيّة مما يجعل عملية معالجة نفاياتهم المنزلية بالطريقة العلمية مستحيلة، وذلك وفقا لجامعة البلديين بعد تعرّض أعوان النظافة إلى خطر الإصابة خاصة في فترات انتشر فيها الفيروس بشكل غير مسبوق.

الخروج من نسخة الهاتف المحمول