قالت صحيفة “المرصد” الليبية، نقلا عن مصدر في وزارة الداخلية تأكيده صحة معلومات متداولة على مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلّق بمحاولة “100 عنصر إرهابي” التسلل إلى تونس انطلاقا من قاعدة الوطية الجوية. وأشار مصدر الصحيفة إلى وجود “مستند صحيح” صادر عن الإنتربول التونسي، يؤكد وجود “عناصر إرهابية في قاعدة الوطية”.
مامدى صحّة هذه الوثيقة والمعلومات التي تضمها؟
BREAKING | A senior source at the Ministry of Interior confirms to #AlMarsad the authenticity of a leaked document on Tunisian #Interpol‘s correspondence regarding terrorist elements at al-#Watiya. #Libya (1/4) #Tunisia pic.twitter.com/2JuaNzj095
— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 21, 2021
مزوّرة!
حاول “JDD Tunisie”، الاتّصال بمصالح وزارة الداخلية في تونس للتثبت من ورود هذه الوثيقة السريّة على الجهات الرسمية، لكن لم يتسنى التواصل مع الناطق الرسمي باسم الوزارة المعنيّة.
وبالاتّصال بالعميد متقاعد من الحرس الوطني، خليفة الشيباني، أوضح لـ”JDD Tunisie”، أنّه لا يمكن الأخذ بهذه الوثيقة محل الجدّ والثقة واعتبارها واقعيّة، وذلك بالنظر إلى أنّ مثل هذه المعطيات التي يتم تداولها بين الدول خاصة إذا تعلّقت بخطر داهم وتحذيرات أمنيّة لا يمكن تسريبها ووضعها للعموم على صفحات الفايسبوك لأنّها تكون موجّهة إلى جهة معيّنة للاطلاع عليها في كنف السريّة.
من جهته، قال الجامعي والمختص في الدراسات الاستراتيجية، رافع الطبيب لـ”JDD Tunisie”، إنّ هذه الوثيقة مزوّرة مؤكّدا أنّه لا يمكن الحديث عن مؤسسات رسمية في ليبيا وكل المعطيات التي يتم تداولها صادرة من أطراف موازية للدولة ولا تتعامل رسميا مع دول ذلك، على غرار تونس.
وعن سبب نشر الوثيقة، أوضح الطبيب أنّ كلّ طرف من أطراف الصراع في ليبيا يحاول استنهاض الشق المناصر له في تونس معتقدا أنّه يمكن استنساخ وإسقاط الوضع على البلد الآخر في حين أن الواقع مختلف.
وأشار إلى أنّ كلّ جهة في ليبيا تحاول تسويق الإشاعات عمّا يحدث في تونس بطريقة تُظهر أنّ الجهات المناصرة عليها منتصرة على أرض الواقع، وفق قوله.
صياغة غير رسمية
من جهة أخرى، كشف مصدر رفيع المستوى لـ”JDD Tunisie” رفض الكشف عن اسمه، أنّ بعض المصطلحات المستعملة في الوثيقة على غرار “إنتربول تونس” تثير الشكوك حول الجهة المرسلة باعتبار أنّ لا وجود لـ”أنتربول تونسي” بالمعنى المتعارف عليه.
وأضاف أنّ الوثيقة المزعومة قالت إنّ الإرهابيين يحاولون الدخول عبر بن قردان في حين أنّها تبعد عشرات الكيلومترات (أكثر من 77 كيلومتر) عن قاعدة الوطية، إلى جانب أنّ أقرب نقطة عن القاعدة العسكرية في حدود 25 كيلومترا، كما أنّ الجهة المذكورة محصّنة بدرجات عالية عبر تقنيات حديثة في الترقب والرصد والعنصر العسكري ولا يمكن أنّ تفكّر أي جهة إرهابية في إعادة سيناريو ملحمة بن قردان في مارس 2016.
