أكد الصحفي الجزائري عثمان ليحاني، أن تونس قامت خلال شهر أوت الجاري بتسليم الناشط السياسي اللاجئ في تونس سليمان بو حفص إلى الجزائر.

وأضاف ليحاني خلال حوار إذاعي، اليوم الإثنين 30 أوت 2021، أنه تم توجيه تهمة الانتماء إلى حركة إرهابية إلى هذا الناشط وراء تسليمه .

وأكدت عدة وسائل إعلام جزائرية هذا الخبر، على غرار صحيفة “inter-lignes”، التي كشفت أن تونس سلمت الناشط الجزائري منذ يوم 25 أوت 2021، ونقلت عن مصادر أمنية أن سليمان بو حفص رهن الإيقاف لدى الشرطة بالعاصمة الجزائرية، في انتظار مثوله أمام المحكمة.

من هو الناشط بوحفص؟

الناشط السياسي الجزائري سليمان بوحفص البالغ من العمر 54 عاما، يعد من القادة البارزين في حركة استقلال منطقة القبائل المحظورة، وهو رئيس تنسيقية سان أوغسطين للمسيحيين في دولة الجزائر.

وينحدر بوحفص الذي اعتنق المسيحية منذ 20 سنة من ولاية سطيف، عرف عنه خوضه في المسائل الدينية عبر عدة صفحات يديرها على “فايسبوك”.

وفي جويلية سنة 2016، اعتقلت الشرطة الجزائرية سليمان بوحفص، بتهمة الإساءة إلى النبي محمد، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، قبل أن تخفَّض عقوبته إلى ثلاث سنوات.

إلا أن بوحفص غادر السجن بعد سنة و8 أشهر، بعد حصوله على عفو رئاسي بمناسبة عيد الاستقلال، ثم هرب إلى تونس، حيث اتصل بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتقديم طلب للحصول على وضع اللاجئ السياسي.

منظمات: “الدولة التونسية أقدمت على سابقة خطيرة”

عبرت مجموعة من المنظمات التونسية في بيان موحد لها، صدر اليوم الإثنين 30 أوت 2021، عن “سخطها إزاء السابقة الخطيرة التي أقدمت عليها الدولة التونسية بتسليم الناشط السياسي الجزائري سليمان بوحفص، المتمتع بالحماية الدولية إلى سلطات بلده التي تلاحقه على خلفية مواقفه السياسية وتطالبها بتقديم توضيحات للرأي العام”.

وجاء في نص البيان أن المنظمات علمت باختفاء الناشط السياسي في تونس في ظروف غامضة. حيث أفاد شهود عيان أن سيارات بلوحات منجمية غير معروفة قدمت يوم 25 أوت 2021، إلى المنزل الذي يقيم فيه الناشط الجزائري واقتادته إلى جهة غير معلومة.

واعتبر نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي، أنّ “تسليم المناضل جزائري الحاصل على اللجوء في تونس سليمان بوحفص خرق لمعاهدة جينيف لسنة 1951 وبروتوكولها لسنة 1967 واتفاقية مناهضة التعذيب لسنة 1984”.

تسليم سليمان بو حفص مقابل القروي؟

قالت صحيفة “أفانت غارد الجزائر” الجزائرية في مقال نشرته يوم الأحد 29 أوت 2021، بأن تونس سلمت اللاجئ السياسي سليمان بو حفص إلى الجزائر مقابل رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي الموقوف في الجزائر.

وجاء في المقال: “أكدت مصادر مطلعة لـ”أفانت جارد الجزائر” أن سليمان بو حفص كان ضحية اتفاق تبادل أبرمته تونس مع الجزائر لإعادة رجل الأعمال التونسي ومدير قناة “نسمة” ورئيس حزب “قلب تونس نبيل القروي”.

وأضافت الجريدة من المصدر ذاته أن الجزائر لم تتردد في الرد على الطلب التونسي بالمطالبة بالمقابل بتسليم الجزائر سليمان بو حفص.

نذكر أن السلطات الجزائرية ألقت القبض على رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، يوم الأحد 29 أوت 2021، على خلفية قضية تعود إلى سنة 2006 متعلقة بتلاعب مالي وتصاريح مالية كاذبة، كما تم إيقاف شقيقه النائب المجمدة عضويته غازي القروي باعتبارهما مالكين لشركة ” قروي اند قروي”.

وتمت عملية الإيقاف في منطقة تبسة الجزائرية قرب الحدود الغربية لولاية القصرين.