تشهد الأسواق التونسية نقصا في التزوّد بالماء المعدني المعلّب، حتّى بعض العلامات التجاريّة اختفت كليّا، مما أثار عديد الشكوك حول إمكانيّة وجود محاولات للتقليص من الكميات المتداولة بغرض المضاربة والاحتكار، خاصّة بعد حديث رئيس الجمهوريّة المتواتر والمتكرّر حول هذه العمليات غير المشروعة.
المنتجون يوضّحون
صرّح رئيس الغرفة الوطنية النقابية لمنتجي المياه المعلبة لسعد مزاح لـ”JDD Tunisie” اليوم الثلاثاء 31 أوت 2021، أن شحّ قوارير الماء المُلاحظ مؤخّرا طبيعي في هذه الفترة بالذات من كلّ سنة إذ يرتفع الاستهلاك خلال شهري جويلية وأوت من كلّ عام وباعتبار أنّ درجات الحرارة هذا العام كانت قياسيّة.
وتابع مزاح، أنّ عددا من المصانع تضررت من الانقطاع المتواتر للتيار الكهربائي في مختلف الجهات بسبب بلوغ الاستهلاك ذروته في فصل الصيف، مما أثّر على القدرة الانتاجية للوحدات الصناعية وعمليات التعليب.
وقال إنّ الأسعار مضبوطة ومحددة من قبل هياكل الدّولة كما أنّ هناك حوالي 30 وحدة إنتاج في تونس مما يجعل من فرضية الاحتكار والمضاربة غير واردة في هذه المادّة بالذّات.
احتجاجات وكورونا وأعطاب فنيّة
من جهته، أوضح الديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه أن الاضطراب الظرفي الحاصل على مستوى تزويد السوق بالمياه المعلبة في الآونة الأخيرة يعود إلى وجود اعتصامات واحتجاجات منذ حوالي أسبوعين على مستوى وحدتي تعليب مما أدى إلى غلق الطرقات المؤدية لها.
وأضاف أن ذلك عطّل في البداية عملية توزيع المياه وفي مرحلة ثانية حال دون دخول العاملين إلى مقرات العمل وبالتالي توقف الإنتاج كليا بالوحدتين التي يوجد بهما حاليا حوالي 8 ملايين قارورة منها مليون ونصف قارورة حجم صغير تعذر نقلها وتزويد السوق بها.
وأشار الديوان أيضا إلى توقف الإنتاج بوحدتين أخرين نتيجة وجود عطب فني على مستوى سلسلة الإنتاج بهما بعد تعذر إنجاز أعمال الصيانة الوقائية الموسمية في آجالها بسبب جائحة كورونا، مضيفا أن السعي متواصل لتجاوز هذا الخلل في أقرب الآجال مشيرا إلى أنّ طاقة إنتاج الوحدات المتوقفة حاليا عن العمل تمثل ربع طاقة الإنتاج الجملية وهو ما يعكس حجم تأثير توقف الإنتاج والتوزيع بهذه الوحدات .
ويعود السبب الثالث إلى ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الأخيرة، مما جعل الإقبال على استهلاك المياه المعدنية المعلبة يشهد معدلات قياسية.
وأوضح ديوان المياه المعدنية أن توجه المستهلك لاستهلاك ماء دون آخر ، تسبب في تسجيل ضغط على مستوى علامات معينة في حين تتوفر علامات تجارية أخرى بنفس الجودة، مبيّنا أنه من المتوقع استئناف تزويد السوق بالمياه المعلبة بصفة طبيعية في الأيام القليلة القادمة.