قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار لصحيفة Corriere della serra الإيطاليّة، إنه إذا لم تتم استعادة الديمقراطية في تونس قريبًا ، فسننزلق بسرعة إلى الفوضى ويمكن للإرهاب أن ينتشر مضيفا، أنّ زعزعة الاستقرار ستدفع الناس إلى المغادرة بكلّ الطرق ويمكن أن يحاول أكثر من 500 ألف مهاجر تونسي الوصول إلى السواحل الإيطالية في وقت قصير للغاية.


وعبّر الغنوشي في حواره للصحيفة الإيطالية الذي جرى يوم 28 جويلية 2021، في مكتبه بالعاصمة والذي دام حوالي 40 دقيقة، عن رفضه للقرارات التي أعلن رئيس الجمهوريّة قيس سعيد مساء 25 جويلية معتبرا أنّه ارتكب أخطاء جسيمة، وانقلابا و عمل ضد الدستور وخارج عن القانون مضيفا أنّ سعيّد يريد المسك بالسلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية.

وفي ردّه على سؤال الصحفي بخصوص الخطوات التي ستتخذها النهضة بعد قرارات الرئيس سعيّد، قال الغنوشي “سنقاوم بكل الوسائل السلمية والقانونية، سنناضل من أجل عودة الديمقراطية، يجب أن يفهم أن البرلمان يجب أن يعود إلى مركز آليات صنع القرار في الدولة “، وفق تعبيره.

وأكّد الغنوشي أنّه لم يتواصل مع قيس سعيّد لكنه سيحاول ذلك لأنّه لا يزال من الممكن حل المأزق بالحوار، وفق تقديره، مضيفا أنّه يجب إخبار رئيس الجمهوريّة أن كل حكومة أو رئيس وزراء سيعينه يجب أن يحظى بالشرعيّة من البرلمان الحالي ولا توجد وسيلة أخرى سواه.



من جهة أخرى، شدّد رئيس حركة النهضة أن حزبه لا يتحمل وزر الأزمة الاقتصادية والفشل الصحي ضد كوفيد موضّحا أنّ سعيد نفسه هو من اختار رئيس الحكومة هشام المشيشي العام الماضي، ولم يكن للنهضة أي وزير في حكومته.
وقال الغنوشي “اتفقنا على دعمه فقط لتجنب الفراغ الحكومي، لا نتحمل أي مسؤولية في إدارة الشؤون الاقتصادية وفي انهيار الرعاية الصحية “.

وبيّن الغنوشي أنّه لا ينكر وجود غضب شعبي فالبطالة وارتفاع تكاليف المعيشة أصبحت عوامل مسمّمة للتعايش المدني ومن الواضح أنّ التونسيين ليسوا سعداء بالوضع الحالي خاصة مع الأزمة الصحية التي زادت الأوضاع صعوبة.

كما حمّل وسائل الإعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية جدية في التلاعب بحالة الاستياء، مشبّها احتجاجات يوم 25 جويلية الماضي بما حدث في بريطانيا مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ودور المعلومات المضللة المستوحاة من موسكو لجعل ترامب يفوز على كلينتون.
واعتبر أنّ سعيد فرض نفسه باستعمال الشعبوية من خلال استغلال حالة السخط مضيفا ” لقد نسي الرأي العام أنه من عام 2011 إلى اليوم ، النهضة حكمت فقط من عام 2012 إلى عام 2013 ، أي عامين من كل عشر سنوات، تمكنا من إعادة النمو الاقتصادي إلى 3٪ زائد ، واليوم نحن عند -8٪ ، بانخفاض 11 نقطة ولا تزال شعبيتنا عالية ، كما أن ما لا يقل عن نصف أعضاء المجالس البلدية في جميع أنحاء البلاد هم أعضاء في النهضة، وفي 27 فيفري، تظاهر أكثر من 200 ألف شخص في تونس العاصمة لدعم الحركة”.

وصرح في هذا السياق أنه إذا استمر “الانقلاب” واضطرت الشرطة إلى اللجوء إلى الوسائل الديكتاتورية ، بما في ذلك التعذيب والاغتيالات ، فإنّه لا يستبعد حصول أعمال عنف على الإطلاق. مضيفا “سنفعل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك ، لكن لا يمكننا ضمان عدم حدوثه. عند هذه النقطة ، سيُضرب حوض البحر الأبيض المتوسط ​​بأكمله بخطورة عاجلة إذ ستجد فرنسا وإيطاليا نفسيهما في الصف الأول من أجل ضمان سلامتهما أيضًا للتحكم في التدفق المتزايد للمهاجرين على متن القوارب “.