يشهد حزب قلب تونس موجة من الاستقالات في صفوف أعضائه ويحيط الغموض حول مستقبل هذا الحزب خصوصا بعد اختفاء رئيسه نبيل القروي، منذ الإعلان عن قرارات قيس سعيد ليلة 25 جويلية 2021.

بداية الاستقالات كانت مع نائب رئيس كتلة حزب قلب تونس شيراز الشابي في 2 أوت 2021، التي أعلنت عن استقالتها من الحزب ومن الكتلة البرلمانية، معلنة التحاقها بالحراك الشعبي، تليها استقالة الناطق الرسمي للحزب الصادق جبنون.

وأمس الخميس 19 أوت 2021، أعلن النائب المجمد جوهر المغيربي ، تعليق عضويته ونشاطه بقلب تونس، لظروف شخصية، حسب قوله.

وكان المغيربي قد أكد أن “الكتلة تجتمع وتصدر بيانات ولكنها في انقطاع مع الحزب ومؤسساته التي تعطلت، بسبب تعطل التواصل مع نبيل القروي”، مشددا أنه أمر غير طبيعي، لأنه من المفترض أن يكون لنبيل القروي دور مؤسساتي في تحديد الخط والرؤية السياسية للحزب.

وأكد النائب أن رئيس الكتلة أسامة الخليفي أيضا خارج البلاد تحديدا في فرنسا لأسباب “عائلية”.

فتح تحقيق ضد قلب تونس

فتحت النيابة العمومية منذ منتصف شهر جويلية 2021، تحقيقا ضد حزب قلب تونس بشأن عقود مجموعات الضغط “اللّوبيينغ” والتي تتعلق بالحصول على تمويلات أجنبية خلال الحملة الانتخابية لعام 2019.

وأكد الناطق الرّسمي باسم القطب القضائي والمالي ونائب محسن الدّالي، أن القضية تعود إلى شهر أكتوبر 2019 إثر شكاية رفعها حزب التيّار الدّيمقراطي واستنادا لتقرير دائرة المحاسبات الصادر في جانفي 2021.

نشير إلى أن الأبحاث مازالت جارية في هذه القضيّة بشأن مصدر هذه الأموال.

من الحزب الثاني إلى المرتبة الرابعة

حزب “قلب تونس” الذي يتزعمه نبيل القروي المرشح الرئاسي لسنة 2019، حصد 38 مقعدا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ليحتل المرتبة الثانية بعد حركة النهضة المتحصلة على 52 مقعدا.

إلا أن الباروميتر السياسي لشهر أوت الذي أنجزته مؤسسة سيغما كونساي حول نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية، كشف أن قلب تونس تراجع للمرتبة الرابعة بنسبة بـ7.8 بالمائة، كما تراجعت حركة النهضة للمرتية الثالثة بنسبة بـ10.9 بالمائة، ليحتل الحزب الدستوري الحر المرتبة الأولى بـ30.8 بالمائة مقابل 20.1 بالمائة من نوايا التصويت لحزب لا يوجد أطلق عليه المستجوبون “حزب قيس سعيّد”.

وبالنسبة لنوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية، احتل نبيل القروي نفس مرتبة الحزب وهي الرابعة، ليتصدر قيس سعيد المرتبة الأولى بنسبة 91.9 بالمائة، تليه عبير موسي بـ2 بالمائة والصافي سعيد بـ1.4 بالمائة.

فهل يسير قلب تونس على خطى حركة “نداء تونس” الحاصلة على مقعد وحيد مقابل فوزها بالمركز الأول في انتخابات 2014 بـ86 مقعدا؟