بدأت نتائج قطع العلاقات الدبلوماسية الجزائرية المغربيّة، تنعكس على علاقة البلدين والتزاماتها تجاه أوروبا بعد أنّ قرّرت الجزائر الاستغناء عن توريد الغاز إلى إسبانيا عبر الأنابيب العابرة للأراضي المغربية.
وفي هذا الإطار، أكد وزير الطاقة و المناجم الجزائري، محمد عرقاب، أن جميع إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري نحو إسبانيا ستتم عبر أنبوب “ميدغاز”، الذي يمر مباشرة من بلدة بني صاف الساحلية غربي الجزائر إلى ألميريا جنوبي إسبانيا، وجرى تدشينه عام 2011، بطاقة نقل تقدر بـ8 مليارات متر مكعب سنويا.

و خلال استقباله، بمقر وزارته، سفير إسبانيا لدى الجزائر، فرناندو موران كالفو سوتيلو، أكد السيد عرقاب “التزام الجزائر التام بتغطية جميع إمدادات الغاز الطبيعي نحو إسبانيا عبر “ميدغاز”، مشيرا إلى أنّ “القدرات المتاحة للجزائر لتلبية الطلب المتزايد على الغاز من الأسواق الأوروبية و خاصة السوق الإسبانية، وذلك بفضل المرونة من حيث قدرات التسييل المتاحة للبلاد”.

وتفيد وسائل إعلام محليّة، بأنّ السلطات الجزائرية قررت التخلّي عن الشركة المسؤولة عن ربط إسبانيا والبرتغال بالغاز الجزائري عبر المغرب والذي يضخ بمعدّل 9000 مليون متر مكعّب سنويا، منذ أكتوبر 1994، وذلك بعدم تجديد العقد الذي ينتهي في أكتوبر القادم.

وتعليقا على القرار أكدت المديرة العامة للمكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بن خضرة، في تصريح لموقع “ماروك لوجور”، أن المغرب يدعم مواصلة عمل الأنبوب الذي ينقل الغاز من الجزائر نحو إسبانيا عبر التراب المغربي.
وأضافت أن المغرب أعرب عن موقفه من مسألة مواصلة العمل بأنبوب الغاز في محادثات خاصة وفي تصريحات علنية، مؤكدة أنه يمثل أداة للتعاون الإقليمي.

وتشير الإحصائيات المتعلقة بهذا الأنبوب، حسب تحقيق نشرته صحيفة الشروق الجزائريّة’ إلى أن المغرب يحصل سنويا على إيرادات هامّة من عبور الغاز الجزائري أراضيه، ففي عام 2018 وصلت إيرادات المغرب إلى نحو 170 مليون دولار قبل أن تنخفض في العام 2019 إلى 113 مليونا، ثم إلى 56 مليونا في 2020.
ويحصل المغرب على هذه الإيرادات على شكل غاز طبيعي يقدر بنحو 600 مليون متر مكعب في السنة يوجه من أجل إنتاج الكهرباء من محطتين لتوليد الطاقة، لذلك فإنّه سيكون متضرّرا من عدم تجديد عقد الشركة.
ومن جهتها، ستفقد الجزائر إمكانية ضخّ حوالي 6000 مليون متر مكعب من الغاز سنويًا إلى أوروبا ، مما قد يتسبب في أضرار جسيمة لاقتصادها الضعيف ، المعتمد كليًا على الوقود الأحفوري إذ يمثل النفط والغاز 95٪ من صادراتها السنوية.