أثارت تصريحات رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، والتي اتهم فيها تونس بتصدير الإرهاب إلى بلاده، ردود فعل غاضبة في تونس وليبيا، في وقت حمل فيه البعض المسؤولية لوسائل الإعلام التونسية التي روجت لشائعات حول “تسرب” عشرات الإرهابيين من ليبيا لتنفيذ تفجيرات في تونس.

 وأكّد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، يوم الجمعة 27 أوت 2021، أن ”الشعب الليبي شعب حر لا يقبل مطلقا اتهامه بالإرهاب من قبل بعض دول الجوار”.

اتهامات متبادلة

شدد الدبيبة، في كلمة توجه بها إلى الشعب الليبي يوم الجمعة 27 أوت 2021، على أن بلاده هي التي تضررت من الإرهاب قائلا: ”10 آلاف إرهابي دخلوا بلادنا من الخارج.. من أين جاء هؤلاء..أنتم من جلبتموهم لنا..الإرهاب دخل إلينا من الخارج خاصة من بعض الدول الجارة والشعب الليبي قاوم الإرهاب وداعش بالآلاف في سرت وفي كل مكان في ليبيا” مشيرا : ”نحن شعب حر ولا يمكن أن نقبل اتهامنا بالإرهاب وأنتم حاسبوا أنفسكم قبل أن تتهومننا بالإرهاب لأننا لا نقبل ذلك”.وتابع قائلا: ”أرسلت وفدا كبيرا إلى تونس بعد اتهامنا بهذه التهمة الغريبة علينا وإن كانت تونس تريد بناء علاقات حقيقية وصادقة معنا فلا بد من احترام دول الجوار”.

وكتب المحلل السياسي طارق الكحلاوي: “بعد تصريح وزير الخارجية التونسي الجارندي الذي نفى فيه تسلل إرهابيين من ليبيا إلى تونس، اعتقدت أنه تم نزع فتيل أزمة مع ليبيا في سياق حالة الهستيريا التي تم تسويقها في بعض وسائل الإعلام. ليأتي اليوم رئيس الحكومة الليبي الدبيبة لإعادة إشعال الوضع، وصب الزيت على النار عوض التفاعل الإيجابي مع التصريح الرسمي التونسي الوحيد في الموضوع.

فيما اتهم النائب الحبيب بن سيدهم الإعلام التونسي بمحاولة توتير العلاقة مع ليبيا، وأضاف مخاطباً الحكومة الليبية: “لا تصغوا إلى مراهقي الإعلام وصبيان السياسة في تونس، علاقتنا بكم علاقة رحم وجوار لن نرضى بزعزعتها، وكما كنا سنداً لليبيين زمن ثورتهم، سنبقى سنداً لليبيا في إعادة إعمارها وسنعول على ليبيا في الإنقاذ الاقتصادي لتونس”

إشاعات وتراشق إعلامي

وكتب عبد اللطيف المكي، القيادي في حركة النهضة: “توتير العلاقات مع الأشقاء في ليبيا عن طريق الإشاعات والتراشق الإعلامي هي قمة العبث بالأمن القومي التونسي والتلاعب بقوت مئات الآلاف من التونسيين خاصة في الجنوب ومصالح مئات الآلاف من الأشقاء الليبيين، فلمصلحة من؟ بالتأكيد ليست لمصالحة التونسيين بل مصالح جهات خارجية معادية لتونس. لو كان لهؤلاء معطيات ولو حتى مشكوك فيها لقدموها عن طريق سفارتنا بطرابلس للجانب الليبي للتوضيح. لماذا تروج هذه الإشاعات جهات مشبوهة ولم نسمع أي جهاز أمني تونسي مدني أو عسكري يتحدث عن ذلك؟ أين مجلس الأمن القومي؟ أين الدولة التونسية؟”.

وكتب أحمد عبد الحكيم حمزة، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان: “ما جاء في جزء من كلمة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة حيال ما جاء في تقارير إعلامية مغلوطه تداولتها وسائل إعلام ليبية وتونسية تفتقر إلى المهنية والمصادر الموثوق بها جزئية افتقرت للدبلوماسية والحكمة، حيث شكلت هذه الحملة الإعلامية المسيئة لليبيا سبباً في ردة فعل الدبيبة على تونس، في سياق الدفاع عن البلاد، ولكن هناك خطأ جسيم وقع فيه السيد الدبيبة لكونه اختار الرد على تقارير إخبارية، فيما لم يصدر عن السلطات التونسية أي إساءة أو اتهام رسمي اتجاه ليبيا،