أكّد مصدر مطلع لـ”JDD Tunisie”، أن فرقة الأبحاث الاقتصادية والمالية أحالت مؤخرا مجموعة من ملفات الفساد المالي المتعلقة برئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجرئ على أنظار القطب القضائي المالي بالعاصمة، وتعهّد أحد قضاة التحقيق بإذن من النياية العمومية بفتح بحث في الغرض.

ماهي الشبهات والملفات المتعلّقة بوديع الجريء، الشخصية الأكثر جدلا في المجال الرياضي في تونس؟

إثراء غير مشروع؟

أفادت مصادر مطلّعة من الهيئة الوطنيّة لمكافحة الفساد، لـ”JDD Tunisie” أنّ الهيئة توصّلت سنة 2020، بتبليغ ضد رئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء مرفوقا بوثيقة تتمثّل في بطاقة إرشادات شخصية صادرة عن وزارة الصحة تؤكّد أنّ الجريء لم يعد مباشرا لمهنة الطب منذ 1 جوان 2016، كما أنّه لا يتقاضى أجرا مقابل عمله رئيسا للجامعة.
وأُلحق الجريء بين 2011 و2016، ملحقا بمركز الطب الرياضي بنابل قبل إنهاء إلحاقه من قبل وزير الشباب والرياضة بعد أن أثبتت مهمة رقابية أنّه لم ينجز سوى ثلاث عيادات طيلة عام كامل وتقاضى مقابلها نفس الأجر الذي تحصّل عليه زميله الذي أنجز قرابة 900 عيادة.

قضيّة في الإضرار بالإدارة وتحقيق فائدة للغير دون وجه حق

من بين القضايا التي يواجهها الجريء، وفق ما أفاد به مصدر قضائي لـ”JDD Tunisie”، شكاية كانت تقدّمت بها منظمة “أنا يقظ” تتعلق بشبهة فساد في صفقة قميص المنتخب الوطني لكرة القدم والذي صنفته صحيفة “ماركا” الإسبانية أسوأ قميص في مونديال 2019. فالجامعة التونسيّة لكرة القدم في شخص ممثلها القانوني، تقدّمت بطلب تأشيرة على إعفاء جبائي قصد تسريح بضاعة، قيمتها حوالي 815 ألف دينار، دون دفع المعاليم الديوانيّة والأداءات المستوجبة لفائدة “شركة Uhlsport” التي تزود المنتخبات الوطنية لكرة القدم بالأزياء الرياضية.

وفي المقابل، رفضت اللّجنة التابعة لوزارة الشباب والرياضة إسناد أي امتياز جبائي لهذه الشركة وذلك بسبب تفطنها إلى تلاعب في الفواتير المقدمة من جامعة كرة القدم، التي أصرّ رئيسها وديع الجريء على الحصول على الامتياز متقدما بمطلب ثان دون المرور بسلطة الإشراف ليحصل على مبتغاه دون أي سند قانوني ودون تأشيرة وزارة المالية.

شبهات عابرة للقارات

فضيحة كروية لتونس، تداولتها أشهر الصحف الفرنسية سنة 2019، مما دفع السلطات الفرنسية إلى تعهيد القطب المالي الوطني “Le Parquet National Financier” بالتحقيق في قضية رهان تورّط فيها 7 تونسيين، بعد أن اكتشفت شركة الرهان المملوكة بنسبة 72 بالمائة للدولة الفرنسية La Française des jeux، أنّ مرابيح الرهان على ثلاث مباريات تهم الاتحاد الرياضي ببن قردان ذهبت إلى الأشخاص ذاتهم والذين يقيمون بنيس الفرنسية.



وتفيد وسائل إعلام فرنسية، بأنّ قيمة المرابيح في هذه المباريات التي واجهت فيها بن قردان النجم الرياضي الساحلي ومستقبل قابس ونجم المتلوي، تجاوزت 600 ألف دينار لكن اللافت للانتباه أنّ أحد المتهمين في هذه القضية هو أحد أفراد عائلة رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء (ابنه)، أصيل منطقة بن قردان من ولاية مدنين، مما يحيل على أنّ المسؤول الأول على الجامعة كان يعرف مسبقا نتيجة المباريات قبل موعدها.