خلّفت القرارات الّتي أعلن عنها رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، مساء الأحد 25 جويلية، ردود فعل متباينة محليّا وخارجيّا وتراوحت المواقف بين مؤيّد للقرارات وبين معارض، وبين شقّ آخر اختار الحياد وتغليب مصلحة التّونسيين.
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية ماريا أديبهر، إن برلين قلقة من الاضطرابات السياسية المتصاعدة في تونس وتدعو إلى إعادة البلاد إلى حالة النظام القانوني الدستوري، مشيرة إلى أن ما حدث ليس “انقلابا”، وفق قولها.
المواقف الرّسميّة التّركيّة الصّادرة عن الرئاسة والخارجية والبرلمان، اجتمعت على أنّ قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد بإقالة الحكومة وتعليق عمل البرلمان هي “انقلاب على الدستور”.
كما شدّدت تركيا على أهمية إعادة إرساء الشرعية الديمقراطية في تونس وحماية مكتسبات التجربة الديمقراطية، في أول موقف دولي يعتبر ما جرى في تونس “انقلابا”.
ليبيا بين الشرق والغرب
وصف المشير خليفة حفتر، القائد العام “للجيش الوطني الليبي” ما يجري في تونس بـ”انتفاضة الشعب التونسي ضد الإخوان”، في حين وصفه رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، بـ”الانقلاب”.
خليفة حفتر أعرب عن تطلعه “إلى انطلاق تونس نحو تحقيق أماني شعبها في مستقبل زاهر، بعد قضائها على أهم عثرة في طريق تطورها”.
في المقابل، غرّد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، واصفا الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد بـ “الانقلاب”.
وكتب المشري قائلا: “14 فبراير 2014 انقلاب حفتر، 25 يوليو 2021 انقلاب قيس (سعيد)، ما أشبه الليلة بالبارحة”.
وتابع:” نرفض الانقلابات على الأجسام المنتخبة وتعطيل المسارات الديمقراطية”.
الحياد السمة الأبرز
دعا الاتحاد الأوروبي الأطراف التونسية المختلفة إلى الحفاظ على الهدوء وتجنب العنف والحفاظ على استقرار البلاد.
وأكّد الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن بروكسل تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في المشهد التونسي.
وزارة الخارجية القطرية، دعت من جهتها إلى إعلاء مصلحة الشعب التونسي وتغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد.
وأعربت في بيان لها، عن أملها في أن “تنتهج الأطراف التونسية طريق الحوار لتجاوز الأزمة وتثبيت دعائم دولة المؤسسات وتكريس حكم القانون”.
قلق روسي أمريكي
قالت الرئاسة الروسية “الكرملين”، الإثنين، إنها تتابع بحذر التطورات في تونس وإنها تأمل ألا تتعرض سلامة التونسيين للخطر.
متحدث الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة موسكو، “نراقب بالتأكيد الأخبار القادمة من تونس، بالطبع نأمل ألا يهدد أي شيء استقرار الناس وأمنهم في هذا البلد”.
أمّا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشّيوخ الأمريكي، السّيناتور بوب مينينديز، فعبّر بدوره عن قلق الولايات المتّحدة من تطوّر الأوضاع في تونس داعيا إلى تجنب العنف.