أفاد الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي بأن 112 تليذا فقط من جملة 53 ألف تلميذ، تحصلوا على المعدل في اختبار الرياضيات في مناظرة الالتحاق بالإعداديات النموذجية (السيزيام).

ووصف لسعد اليعقوبي الرقم بالمفزع واللافت قائلا إنه رقم لا يمكن أن يعكس ضعف التكوين لدى التلاميذ أو تقصيرا من المربين وإنما يؤكد ارتجالية في إعداد مواضيع الامتحان وغياب واضح لأدنى اطلاع على مكتسبات التلاميذ وتحصيلهم المعرفي ولا شك غياب التشريك الواسع للمدرسين في صياغة وإعداد مواضيع الامتحانات.

كما اتهم اليعقوبي بعض الأطراف بمحاولة إظهار المدرسة العمومية بصورة العاجزة وغير القادرة على أداء رسالتها المعرفية وتنميق مقنع لمدرسة أخرى فشلت كل المحاولات التي استنفذت حلول الترغيب لتمر إلى حلول الترهيب لتجعلها بديلا عن المدرسة الشعبية ذات التعليم المجاني.

وأشار إلى أن هناك سعيا إلى ضرب الروح المعنوية للمدرسين والتلاميذ والأولياء علي حد السواء وقتل روح البذل لديهم في ظل غياب مستلزمات العمل والإبداع داخل أسوار مدرسة لا تزال تقاوم رغم كل التدمير الذي يلحقها منذ عقود .

اختبار صعب

عبر عدد كبير من التونسيين عن استغرابهم من صعوبة اختبار الرياضيات في مناظرة السيزيام لهذا العام، إثر نشره على صفحات التواصل الاجتماعي.

واعترف عدد كبير من التونسيين بعدم قدرتهم على إيجاد حلول لبعض التمارين متسائلين بشأن قدرة تلميذ الابتدائي على حل المسألة التي تفوق قدراتهم ومهاراتهم الفكرية.

أرقام صادمة

تحتل تونس المركز 86 عالميا في جودة التعليم الابتدائي من ضمن 140 دولة شملها مؤشر جودة التعليم العالمي للعام 2017 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس.

كما تسجل وزارة التربية انقطاع حوالي 100 ألف تلميذ عن الدراسة سنويا وهو رقم مستقر منذ سنوات، فيما يبلغ عدد المنقطعين حوالي 526 ألف تلميذ خلال السنوات الماضية أي بمعدّل انقطاع حوالي 280 تلميذا يوميًا.

مؤشرات سلبية

كل هذه الأرقام تعكس تدني مستوى التعليم واهتراء المنظومة التربوية في تونس، حيث نادى أغلب الوزراء في الحكومات المتعاقبة إلى ضرورة القيام بالإصلاحات اللازمة، إلا أن جميع المحاولات كانت مبتورة وتأثرت بالمناخ السياسي العام الذي اتسم بالفوضى.

عرفت تونس منذ الاستقلال، 3 عمليات إصلاح كبرى للمنظومة التربوية سنوات 1958، و1991 و2002، مكنت من انتشار التعليم في الجهات وخاصة المناطق النائية، وارتفعت نسبة تمدرس الإناث وغيرها من الإيجابيات ..

الإشكالية التي رافقت هذه الإصلاحات كانت اعتماد منهجية لا تمكن من استكمال عملية الإصلاح دون تحقيق كافة أهدافها.

انعكاسات على المجتمع

انهيار المنظومة التربوية في تونس بدأت تظهر تجلياته من خلال ارتفاع الظواهر السلبية داخل المجتمع، من خلال انتشار العنف والسرقة التي ينفذها أطفال ومراهقون، من المفروض أن مكانهم على مقاعد الدراسة.

كما يلجأ عدد كبير من التلاميذ إلى ركوب قوارب الموت للوصول إلى الضفة الشمالية للمتوسط عبر رحلات الهجرة غير النظامية، حيث بلغ عدد القصر الواصلين إلى السواحل الإيطالية خلال النصف الأول من سنة 2021 أكثر من 700 قاصر.