تتوجّه الأنظار في تونس إلى يوم غد الأحد 25 جويلية 2021، لتزامنه مع عيد الجمهورية وخاصة عقب الدعوات مجهولة المصدر الموجهة إلى التونسيين للتظاهر وإسقاط منظومة الحكم.
لكن ماعدا بيان ممضى من مجموعة تطلق على نفسها اسم “المجلس الأعلى للشباب” لم يتبنى أي فصيل سياسي هذه الدعوات أو ما جاء في مطالب مجلس الشباب المزعوم. فمن يقف وراء ما يسمى بانتفاضة 25 جويلية؟

“نحن الشباب”

انطلق JDD Tunisie في البحث عن حقيقة “المجلس الأعلى للشباب”، عبر بحث على صفحات التواصل الاجتماعي للنبش عن صفحة رسمية أو حساب شخصي بعد أن تبيّن أنه لاوجود لأي حزب أو جمعية تونسية مسجلة بهذا الاسم.
توّصلنا بمدير مجموعة مفتوحة على موقع فايسبوك تحمل الاسم ذاته لكن عدد أعضائها لا يتعدى 155 عضوا كما أنه تأسس قبل يوم أي 23 جويلية 2021.
مدير الصفحة إيهاب الصالحي تحدّث لـJDD Tunisie دون تقديم أي معطيات ماعدى أنّ “أطرافا” قررت الدعوة للتظاهر واستجاب إليها “الشباب” ورفض الشاب مواصلة الحديث معنا عندما طلبنا أجوبة أكثر تناغما مع الواقع والحديث بصراحة عن ماهية هذا التنظيم أو الفعالية.

جزء من المحادثة مع مدير المجموعة


تجدر الإشارة إلى أنّ هؤلاء دعوا في بيانهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى اعتقال أغلب السياسيين والمستشارين ورؤساء الحكومات والوزراء والنواب والمعتمدين، وبحل جميع الأحزاب.

النهضة “تتهم” الأميرال عكروت

من جهته، اتّهم القيادي بحركة النهضة رفيق عبد السلام الأميرال متقاعد من الجيش الوطني كمال العكروت بالوقوف وراء “الانتفاضة”.


ودوّن عبد السلام “كمال العكروت الذي اشتغل مستشارا للأمن القومي عند المرحوم الباجي قايد السبسي واستغل منصبه لتحقيق منافع شخصية لا غير، يدعو اليوم قيس سعيد إلى تفعيل الفصل ثمانين من الدستور، أي هو يريد استخدام الرئيس جسر عبور لتحقيق مآربه الصغيرة حتى يأكل العسل من ملعقة أبو ظبي.
بموازاة ذلك يشتغل العكروت “بتفان” وإخلاص” على صناعة ثورة افتراضية يوم 25 جويلية، ولكن لنكد حظه تخاصم جماعة ” الثوار الجدد”، وتلاعنوا مع بعضهم في صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، كل ذلك بسبب التنازع على تقاسم الغنيمة وكما يقول المثل المعروف إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق”.

سعيّد والجيش؟

يقول رئيس المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة منير الشرفي إن البيان الذي أصدره “المجلس الأعلى للشباب” لحث الناس على المشاركة في مظاهرة 25 جويلية يتوعّد الناس أجمعين، ما عدا سعيّد والجيش، اللذين يبدو أنه سيكون لهما دور في مرحلة ما بعد 25 جويلية، حسب البيان ذاته.



وأضاف الشرفي أن نجاح المجلس في تجييش آلاف الناس يُفسّر بأنه أوهم المواطنين بأن المُحرّك واحد من الذين لم تشملهم قائمة المُهدّدين، أي الرئيس والجيش خاصة أنه شبح لا أحد يعرف عنه شيئا.
وأشار إلى أن هذين الطرفين هما في الحقيقة طرف واحد، باعتبار أن الرئيس هو القائد الأعلى للجيش، بالتالي فإن تحرك 25 جويلية يبدو حسب البيان وكأن الرئيس هو الذي يقف وراءه، حتى أن البعض ذهب به الظن بأن هذه المظاهرة هي الصاروخ الذي سبق أن تحدّث عنه والجاهز على المنصّة منذ مدّة. وكل هذا طبعا يهدف في الظاهر إلى الإطاحة برئيس الحكومة هشام المشيشي وفق قوله.

وتابع أن الأهداف المُعلنة من طرف هيئة غير موجودة تبعث على الريبة، من ذلك أنها تُهدّد بإسقاط كافة القوى السياسية، بما فيها المعارضة، كما أن نتائج مثل هذه التظاهرات الغامضة يُمكن أن تخدم قوى الرجعية والظلامية قبل غيرها.