أثارت حملة التضامن الكبيرة التي تتلقاها تونس من الدول العربية والأجنبية اهتماما كبيرا لدى الرأي العام التونسي، ففي حين يرى البعضُ بأنها خطوة إيجابية في ظل الأزمة الصحية الحالكة التي تمر بها الخضراء، يرى آخرون بأنها فرصة مهمة لبعض الدول التي تحاول عن طريق “دبلوماسية اللقاحات” إعادة تموقعها وأخذ نفوذ داخل البلاد الأمر الذي جعلJDD Tunisie تتساءل عن المغزى الخفي من “دبلوماسية اللقاحات”؟
في هذا الصدد فقد تلقت تونس مساعدات طبية أمس الأحد من دولة الجزائر وفرنسا إثر نقص الأوكسجين في المستشفيات التونسية، فيما أعلنت دولة الكويت عن تخصيص جسر جوي مع تونس ابتداء من اليوم الاثنين 19 جويلية، لتزويدها بالأوكسجين في ظل النقص الحاد للأوكسجين داخل المستشفيات التونسية.
السعودية لديها نصيب الأسد من المساعدات المرسلة إلى تونس والتي تكفلت بإرسال مليون جرعة من اللقاح بالإضافة إلى مستلزمات طبية في حين أرسلت دولة الإمارات العربية نصف مليون جرعة وتوالت بعدها المساعدات من عدة دول عربية مثل قطر الجزائر والمغرب..
وتمر تونس بواحدة من أحلك الفترات التي شهدتها البلاد في ظل انتشار فيروس كورونا وخاصة السلالات المتحورة مثل سلالة “دلتا”، وبحسب وزارة الصحة التونسية فقد تم تلقيح حتى الآن 6 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم 11 مليون نسمة.
“الأزمة التونسية فرصة سانحة لـ السعودية من أجل تلميع صورتها الحقوقية في قطاع الإغاثة والعمل الخيري”
الباحث في العلاقات الدولية والدبلوماسية شاكر الماجري يؤكد لـ JDD Tunisie أن الأزمة في تونس شكلت فرصة مهمة لكل من السعودية والإمارات التين حظيتا بشعبية كبيرة في تونس في وقت وجيز.
كما أن المساعدات التي قدمتها الرياض لتونس ساهمت في حد كبير في رسم الصورة الحقوقية المهتزة إثر مقتل الصحفي جمال خاشقجي وكذا حربها الخاسرة في اليمن على حد تعبيره.
تضامن إنساني بحت!
يرى الصحفي في جريدة العرب اللندنية الصغير الحيدري في حوار حصري لـ JDD Tunisie أن المساعدات التي توالت مؤخرا هي هبة تضامنية إنسانية أكثر من كونها ذات طابع سياسي مشيرا إلى أن الجهود المبذولة جاءت بعد تصريح المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية يوم 8 جوان مؤكدة انهيار المنظومة الصحية في البلاد مع امتلاء أقسام العناية الفائقة والإرهاق الذي لحق بالأطباء في ظل لتفشي السريع للجائحة.
ويضيف الحيدري أن الموقف العربي مع تونس يستحق الإشادة والتثمين من خلال جهودهم المبذولة في كبح جماح الفيروس الذي عاث فسادا في البلاد حاصدا آلاف الأرواح التونسية منوها أن من الأهمية بمكان تضافر الجهود في هذه الفترة من أجل تجاوز المرحلة الأصعب في تاريخ تونس المعاصر.
