أقرّ وزير الصحة بالنيابة محمد الطرابلسي يوم الخميس 29 جويلية الجاري بوجود نقص كبير في مادة الأوكسيجين خاصة بعد إيقاف الجزائر تصدير هذه المادة منذ 16 جويلية الجاري.

وأضاف الطرابلسي، أنه من الضروري البحث عن مصدر للأكسيجين آخر حتى تتمكن تونس من توريد 150 ألف لتر من الأوكسيجين وتوزّيعه على مختلف مناطق البلاد.

نذكر أنه في أفريل الماضي، بفضل الجزائر تم حل مشكل النقص في الأوكسيجين بعد أن مكنت تونس من كميات كبيرة من هذه المادة.

فلماذا أوقفت الجزائر تصدير الأوكسيجين إلى تونس؟

في بحثنا عن الأسباب الحقيقية لإيقاف تصدير مادة الأكسجين إلى تونس، تبين أن الجزائر تعيش بدورها هذه الفترة “أزمة أكسجين” في مستشفياتها بعد ارتفاع قياسي في عدد الإصابات بفيروس كورونا.

فقد أدى الانتشار الكبير لفيروس كورونا في الجزائر إلى نفاد مادة الأكسجين في عدد من الولايات وارتفاع عدد الوفيات.

من جهته وأوضح وزير الصحة الجزائري، عبد الرحمن بن بوزيد، يوم الخميس 29 جويلية، أن المشكل الكبير الذي تعاني منه المستشفيات الجزائرية حاليا هو “نقص الأكسجين وليس عدم كفاية الأسرة”، وهو ما يتطلب، كما قال، “التعاون فيما بين الجميع لحل هذه الأزمة من خلال طمأنة المواطن بعيدا عن القلق وإبراز السلبيات”.

وأكد وزير الصحة الجزائري بالمناسبة أن عملية اقتناء الـ 6 آلاف مكثف “ليست بالسهلة بالنظر إلى الطلب الكبير عليها عبر العالم خاصة من طرف الدول الكبرى”.

كما كشف الوزير، عن تواصله مع سفراء الجزائر بإيطاليا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا من أجل محاولة اقتناء مكثفات ومولدات الأوكسجين لدى منتجي هذه المادة الحيوية بهذه الدول “في أقرب الآجال”.

وأعلن الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، عن شروع الجزائر في استيراد كميات هامة من مكثفات الأكسجين تصل إلى 15 ألف مكثف كإجراء استعجالي.

كما كشف عن تنصيب خلية أزمة على مستوى الوزارة الأولى، قصد متابعة الوضعية الوبائية، موضحا أنه ستصل الجزائر خلال الفترة ما بين 3 و5 أوت حوالي 2250 مكثف أكسيجين.

نذكر أن الجزائر كانت من أول الدول التي هبت من أجل مساعدة تونس لتغطي أزمة تفشي جائحة كورونا الحالية، حيث سلمت إلى تونس في 13 جويلية، هبة تضامنية تضم 20 طنا من معدات طبية وأدوية، و250 ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا، وشاحنات أكسجين.

وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت إجراءات وقائية لمواجهة الموجة الثالثة للوباء كفرض حظر تجول ليلي في 35 ولاية بينها الجزائر العاصمة وتعليق الصلاة في المساجد وتحويل بعض الفنادق إلى مستشفيات.