دعت جمعيات ومنظمات حقوقية رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى مزيد الحرص على احترام الحق في حرية التعبير والصحافة والنفاذ إلى المعلومة، من أجل حماية تونس من الانحدار إلى مستوى الدول العربية الفاشلة والقاهرة لشعوبها، خاصة في هذا الظرف الدّقيق والاستثنائي.


وقالت في بيان مشترك صدر عنها اليوم الخميس 29 جويلية الجاري، “لا يمكن بناء ديمقراطية دون احترام الحق في حرية التعبير والصحافة، ولا يمكن الحديث عن الاستعداد لتصحيح المسار الديمقراطي، في ظل تكميم الأفواه ومنع الصحفيين من ممارسة عملهم، طبقا لقواعد مهنتهم وأخلاقياتها”.
وهذه الجمعيات والمنظمات هي اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس والجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية والجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية والجمعية التونسية للحراك الثقافي وجمعية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية وجمعية تفعيل الحق في الاختلاف ومركز تونس لحرية الصحافة ومناهضة التعذيب في تونس.

اعتداءات وتهديدات تطال الصحفيين خلال الفترة الأخيرة

تم استهداف الصحفيين العاملين على تغطية مسيرات يوم أمس 25 جويلية 2021 من الأطراف المتواجدة في الميدان من أمنيين ومحتجين، وقد انجر عن الاعتداءات التي طالت الصحفيين بكل من ولايات صفاقس وتونس أضرارا فادحة في السلامة الجسدية للصحفيين ومعدات عملهم، وفق ما ذكرته نقابة الصحفيين التونسيين.

من جانبها استنكرت الجمعيات المذكورة، ما تعرض له في الأيام الماضية صحفيون ومراسلو مؤسسات صحفية عربية وأجنبية من اعتداءات ومضايقات وتهديدات قام بها عدد من رجال الأمن، وكذالك نشطاء ومتظاهرون تابعون لأحزاب سياسية و تيارات شعبوية، وأدانت اقتحام مكتب قناة الجزيرة في تونس من قبل عدد من رجال الأمن وغلقه، في 26 جويلية الجاري.

رئاسة الجمهورية: لا مجال للمساس بحرية الإعلام والتعبير

نذكر أن نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أميرة محمد، ونائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي قد أكدا في تصريح يوم الأربعاء 28 جويلية 2021، أنه تم منعهما من قبل القوات العسكرية من الدخول إلى مبنى التلفزة الوطنية.

ليوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني المقدم محمد زكري، أنه لم تصدر أي تعليمات من الجهازي الأمني لرئيس مدير عام التلفزة بمنع دخول أي ضيف إلى المؤسسة، موضحا أن منع عدد من الضيوف اليوم الدخول إلى مقر التلفزة لم تكن من قبل العناصر العسكرية على حد تعبيره.

من جهة أخرى، أكد الملحق برئاسة الجمهورية وليد الحجام، في تصريح للتلفزة الوطنية، أنه لا مجال للارتداد على حرية الإعلام والتعبير والتفكير، قائلاً إن رئاسة الجمهورية لا تنوي وضع يدها على الإعلام وأنها تسعى لتكريس مبادئ الحرية.”

وفي هذا السياق، تأصدر رئيس الجمهورية قيس سعيّد، أمس، أمرا رئاسيا يقضي بإعفاء السيّد محمّد لسعد الداهش، من مهامه رئيسا مديرا عاما للتلفزة الوطنية وتكليف السيّدة عواطف الدالي بتسيير مؤسسة التلفزة الوطنية مؤقتا.