أصدر الرئيس عبد المجيد تبون مساء الأربعاء 14 جويلية أمرا بالإفراج عن 101 مواطن جزائري شاركوا في الحراك الاحتجاجي الّذي أطاح بالرّئيس السّابق عبد العزيز بوتفليقة وأجبره على التنحّي.


وكان المفرج عنهم مودعين يالسّجون على خلفيّة اعتقالهم والحكم عليهم في قضايا التجمهر والإخلال بالنظام العام وما ارتبط بهما من أفعال، وفق ما أفادت به الرّئاسة الجزائريّة.


تأتي هذه القرارات في ظلّ احتقان اجتماعي تغذّيه تحرّكات احتجاجية في بعض المناطق إضافة إلى حرائق الغابات بولاية خنشلة والّتي يتّهم فيها الجزائريّون دولتهم بالتّقصير في إخمادها.

انتفاضة الجنوب

تشهد ولاية ورقلة بالجنوب الجزائري، منذ بداية الأسبوع، احتجاجات عارمة للتنديد بالظروف الصعبة التي تعيشها هذه الولاية انتقد خلالها المحتجون انتشار البطالة في صفوف الشباب، وسط غياب أبسط مقومات التنمية بالمنطقة.

وشهدت الاحتجاجات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وقوع مواجهات بين المتظاهرين والشرطة بعد إقدام عدد من المحتجين على قطع الطرقات بالحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية.

رقعة الاحتجاجات بدأت في التوسّع شيئا فشيئا لتشمل بعض المناطق في ولايات الوادي والمغيّر المجاورتين حيث قطع المحتجّون الطّرقات وشُلت حركة المرور تماما بولايات الجنوب حيث توقفت جميع السيارات وحافلات نقل المسافرين المتجهين إلى توقرت وحاسي مسعود وورقلة وولاية إليزي. 

 الحكومة الجزائرية مطالبة بالنزّول إلى الجنوب وتهدئة الأوضاع قبل خروجها عن السيطرة وذلك بالحوار مع المواطنين بكل شفافيّة، وطمأنتهم بشأن مطالبهم الاجتماعية.

حرائق متواصلة وغضب شعبي


اندلعت منذ بداية شهر جويلية الجاري حرائق بغابات وسط الجزائر، تسبّبت بخسائر قدّرت بحوالي 8500 هكتار وهو ما فاق بكثير ما تم تسجيله خلال نفس الفترة من العام الماضي.

معظم هذه الحرائق ذات طابع “إجرامي” اندلعت عشيّة الاحتفال بعيد الاستقلال، وفق مسؤولين، خاصّة حرائق غابات الأوراس (شمال شرق الجزائر) التي لديها رمزية كبيرة، والّتي كانت معقل المجاهدين الجزائريين زمن الاستعمار.

أثار الاندلاع المشبوه للحرائق وسرعة انتقالها من منطقة إلى أخرى وصعوبة إخمادها فزع السكان، وسرعان ما تحول إلى غضب شعبي، حيث دعا نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي إلى التظاهر منتقدين الاستجابة البطيئة من السلطات تجاه إخماد الحرائق.



أزمة عطش


اندلعت منذ فترة احتجاجات في مناطق مختلفة من الجزائر بسبب أزمة العطش الحادة التي تعصف بالبلاد، الّتي تنضاف إلى أزمات أخرى ولّدت الاحتقان لدى المواطنين.


ويحتج آلاف الجزائريين على الانقطاعات المتكرّرة لمياه الشرب، حيث عمد المحتجّون إلى قطع الطرقات الرئيسية بواسطة السيارات والحجارة تعبيرا عن غضبهم من الانقطاعات المتكررة للماء وغياب الجهات المسؤولة عن إيجاد حلول لأزمة العطش التي يعيشونها.


ويذكر أن العديد من المناطق الجزائرية تعيش على وقع أزمة انقطاع للمياه، تتجاوز مدته 8 ساعات متواصلة يوميّا، بسبب نظام الحصص، علما وأن بعض السدود الـجزائرية فقدت 80 بالمائة من منسوبها وفق مصادر محليّة.