تصريح مثيل للجدل أدلت به الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة نصاف بن علية في حوار لإذاعة مزاييك تناقلته وسائل إعلام أجنبية ووكالات الأنباء العالمية بعدما أقرّت بانهيار المظومة الصحية ليأتي الرد سريعا بعد أقل من 24 ساعة من الوزارة ذاتها مؤكدة في بلاغ مطوّل أن المنظومة لم تنهر وفي مشهد سريالي تقول إن “المنظومة ستبقى صامدة في وجه كل الصعوبات والطوارئ بفضل مجهودات كلّ مهنيّات ومهنيّي الصحّة وأيضا بفضل تكاتف المجتمع وتضامنه”.
هل إنهارت أم لم تنهر؟

النقابة الأساسية للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان بالصحة العمومية بالمستشفى الجامعي المنجي سليم والمستشفى الجهوي خيرالدين عبّرت بدورها اليوم السبت 10 جويلية 2021 عن استنكارها لما وصفته بالحملة المغرضة التي تتعرض لها المنظومة الصحية التونسية نافية انهيارها.
وأقرت النقابة أن قطاع الصحة يمر بعدة صعوبات و عراقيل السبب فيها الوضع الحالي للبلاد و التجاذبات السياسية و استهدافه من طرف بعض اللوبيات والخيارات الجانبية والتسيير الخاطئ لبعض المسؤولين وفق تعبيرها.
كما أدات النقابة الدعوات إلى استجلاب إطارات صحية أجنبية إلى تونس معتبرة في ذلك مسا من مصداقية الإطارات الصحية التونسية و مسا من السيادة التونسية داعية إلى التقييم الجدي و النزيه لأداء بعض المسؤولين و محاسبتهم و استبعاد من وصفتهم بوجوه الفشل والعجز و الأيادي المرتعشة.
من جهته، قال الطبيب بقسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي ببنزرت بولبابة مخلوف إنه منذ انطلاق الجائحة فعّلت وزارة الصحة خلايا للأزمات في كل مستشفى باعتماد بعض البلاغات الداخلية التي ترسلها بين فترة وأخرى.
وأضاف أن الوزارة تطلب من كل مستشفى تخصيص قسم كوفيد أو تحويل أقسام الجراحة إلى وحدات خاصة بمصابي كورونا أو تأجيل العيادات غير الاستعجالية، دون أن تحدد في كل مرة الإطار الطبي وشبه الطبي بهذه الأقسام.
وفسّر أنه منذ أكثر من سنة تعمل المستشفيات وفقا للامكانيات البشرية و المادية لكل منها على حدى مشيرا إلى أن بعض المؤسسات الاستشفائية تمكن من الصمود والمواصلة بسبب إمكانياتها الذاتية أو مساعدة الجمعيات والمجتمع المدني والهبات فيما انهارت مستشفيات أخرى.
وقال الدكتور مخلوف إن مايحصل في تونس هو انهيار متدرج للمنظومة الصحية لأن المستشفيات التي تمكنت من الصمود في الموجة الأولى و الثانية انهارت خلال هذه الموجة الخطيرة فأصبح الأطباء يمارسون طب الكوارث.