نظرا للوضعية المائية الصعبة في هذه الصائفة نتيجة الجفاف الذي تشهده البلاد، دعت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، إلى أخذ الاحتياطات اللازمة وترشيد استهلاك المياه خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
في الحقيقة، تطلب الصوناد من حرفائها قبل كل مناسبة أن يحافظوا على الماء باعتبار أن استهلاك الماء يتضاعف خلال الأعياد والمناسبات خاصة عيد الأضحى، لكن لماذا؟
الذروة مضاعفة
يتزامن عيد الأضحى في السنوات الأخيرة مع الذروة الصيفية لاستهلاك المياه، ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الطلب على الماء.
تضاعف ذروة الاستهلاك، يطرح صعوبات على مستوى التزود بالمياه بالمناطق التي تشهد صعوبات واختلال في التوازنات المائية مع ارتفاع العرض مقارنة بالطلب، وهذا ليس استثناء باعتبار أن المناطق الأخرى أيضا تشهد اضطرابات في توزيع المياه خلال فترة العيد.
الاستعمالات الثانوية
الصوناد أكدت على ضرورة تأجيل بعض الاستعمالات الثانوية للمياه يوم العيد إلى ما بعد السادسة مساء لتفادي تزايد الاستهلاك وتجاوزه الموارد المائية المتاحة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
تزامن المناسبات مع أشهر الصيف وما تشهده من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، يزيد من استهلاك الماء بنسبة تفوق 35 بالمائة وفق تقديرات الصوناد، وبالعودة إلى فترة الجفاف التي تمر بها تونس آخر سنتين، فإن أي استنزاف للموارد المائية المتوفرة ستكون له تبعات وخيمة وقد لا تكفي الكميات المتبقية حاجيات المواطنين.
عائلات دون ماء
رغم أننا في سنة 2021، لا يصل الماء الصالح للشراب إلى مئات العائلات التونسية خاصة بعدد من المناطق الجبلية والريفية، وكانت حجج الصوناد دائما تصب في خانة ضعف الإمكانيات وعدم قدرتها على مد قنواتها بالمناطق الوعرة.
في عصر التكنولوجيا، مازلنا نرى ربة بيت تونسية تخرج فجرا حاملة إناء كبيرا كي تملأه بالماء من عين جارية تبعد كيلومترات عن منزلها في رحلة متعبة قد تتكرر أكثر من مرة يوميا.
حملات استهزاء
وتعاني ولايات صفاقس وقفصة وتوزر من ضعف التزود بالماء كما تشكوا ولايات القيروان وسيدي بوزيد والقصرين من الانقطاعات المتكررة للماء رغم أن بها عيون مياه جارية وتزود عدة ولايات مجاورة.
سيناريو 2019 في البال
ويبلغ معدل استهلاك الماء خلال فترة عيد الأضحى بحوالي 750 ألف متر مكعب وهي كمية مضاعفة للاستهلاك خلال الأيام العادية.