كشف سبر الأراء الخاص بشهر جوان لسنة 2021، لمؤسسة سيغما كونساي اليوم الأحد 4 جويلية، أن نسبة تشاؤم التونسيين بلغت مستوى قياسيا لم يتم تسجيله من قبل.

ويرى 92.8 بالمائة من التونسيين أن البلاد تسير في الطريق الخطأ وتعد فئة الشباب بين 18 و25 سنة الأكثر تشاؤما بـ 95 فاصل 2 بالمائة حسب نتائج “الباروميتر” السياسي.

بغض النظر عن أرقام شركات الآراء، أكد الباحث في علم الاجتماع، فؤاد غربالي لـ “JDD”، أن المجتمع التونسي يعتبر أن مستقبل البلاد غير واضح، قائلا: ” أن هذه الحالة كانت متوقعة خاصة بعد عشرة سنوات من الثورة، ورغم التميز بجملة من الحقوق والحريات، إلا أن الديمقراطية وحرية التعبير لم يكن لديها تأثير إيجابي على حياة الناس من جانبها الاقتصادي، وعلى مستوى قدرتهم الشرائية ومعدل الدخل الشهري، بل نشهد تراجعا على كل المستويات أهمها قطاع الصحة”.

وتابع محدثنا أن تونس “أصبحت اليوم تقتات على المساعدات الخارجية وعلى القروض كما أن نسبة التداين تزايدت، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب، الهجرة غير النظامية وارتفاع نسبة العنف، وكل هذه المؤشرات تخلق حالة نفسية تتمثل في التشاؤم”.

من جهته اعتبر وزير الاقتصاد والمالية ودفع الاستثمار علي الكعلي، في تصريحاته الإعلامية “أن الوضع الصحي في تونس أصبح صعبا جدا اعتبارا لتداعيات جائحة كورونا و تأثيرها سلبا على مكتسبات القطاع الذي يشكو عجزا حتى قبل انتشار هذه الجائحة و إن الدولة التونسية بجميع مؤسساتها تعمل من أجل الرفع من سلامة المواطن”.

“التشاؤم هو الخوف من شيء مجهول، وعدم الإحساس أنك في الطريق الصحيح وهو حالة نفسية تقوم على اليأس والنظر إلى الأمور من الوجهة السيئة”

تونس “بلد تعيس”

إلى جانب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، فإن الطبقة السياسية التي تحكم في تونس لا تحمل برنامج اجتماعي يجعل المجتمع يحلم، حسب باحث علم الاجتماع.

وأشار الدكتور غربالي لـ “JDD”، إلى “أن التونسيين اليوم في حالة تشاؤم، ولا يرون أي بوادر للإصلاح، من خلال ما تشهده البلاد من حالة فساد وعنف لدى الطبقة السياسية، مرجحا أن التبعات السياسية لهذا التشاؤم هو انتشار الشعبوية في صفوف السياسيين”.

وكان قد كشف استطلاع رأي أعدته  مؤسسة “غالوب” (Gallup) الأميركية، في ديسمبر 2020، أن تونس ضمن قائمة  الشعوب الأكثر تعاسة في العالم .

و شمل هذا التصنيف 144 دولة حول العالم معتمدا على معايير الشعور النفسي عند الأفراد وبناء على تجارب القلق والضغط النفسي والألم الجسدي والحزن والغضب.

وجاء ترتيب أكثر شعوب العالم تعاسة، كالتالي  العراق ثم رواندا 49 بالمائة، فأفغانستان وتشاد ولبنان وسيراليون 48 بالمائة لكل منها، ثم غينيا 47 بالمائة، فتونس ثم إيران وتوغو 45 بالمائة.