صحيفة الأحد – Jdd Tunisie

هل تخلّت ليبيا فعلا عن تونس في أزمتها؟

أثار قرار الحكومة الليبية المؤقتة غلق حدودها مع تونس استياء عميقا لدى أغلب التونسيين، إضافة إلى غيابها التام عن الهبة الدولية لإغاثة تونس، حيث ذهب البعض إلى اعتبار أن ليبيا تخلّت عن تونس في أوج أزمتها الحالية.

قرار الحكومة الليبية استند إلى تصريح نصاف بن علية رئيسة مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة في تونس والتي قالت إن المنظومة الصحية انهارت تماما بسبب تفشي السلالات المتحورة من فيروس كورونا ما أدى إلى نقص حاد في أسرة الإنعاش والأوكسيجين وأثقل كاهل العاملين الصحيين.

استياء واستهجان

عبر عدد كبير من التونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استهجانهم من قرار حكومة الدبيبة غلق الحدود بين البلدين في وقت تشهد فيه تونس أزمة اقتصادية شديدة عمق من حدتها هذا القرار باعتبار أهمية الطرف الليبي في المبادلات التجارية الخارجية لتونس.

كما أثار غياب ليبيا عن الجهود الدولية لإغاثة تونس عبر تقديم مساعدات طبية، استغراب الجميع نظرا لعمق العلاقات بين البلدين خاصة وأن تونس كانت الملاذ الوحيد والآمن لكافة الليبيين على اختلاف انتماءاتهم زمن الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 7 سنوات.

انعدام الحركة بمعبر راس جدير الحدودي

ليبيا لن تتخلى عن تونس

أفاد بشير الجويني الباحث في العلاقات الدولية في تصريح

لموقع JDD Tunisie بأن ليبيا لم ولن تتخل عن تونس في وقت الشدة باعتبار أن كافة الدول تعاني تبعات جائحة كورونا التي مسّت كافة المجالات.

وأضاف الجويني أن القرار الليبي ليس بدعة، فكلنا نتذكر كيف أغلقت تونس حدودها البرية والجوية مدة طويلة في بداية الجائحة وهذا قرار سيادي من حق كل دولة أن تتخذه حفاظا على سلامة مواطنيها مشيرا إلى أن الإشكالية الوحيدة تكمن في اتخاذ قرارات أحادية الجانب ودون تنسيق.

وأشار إلى أن لقاء وزيري الصحة بالبلدين بمعبر راس جدير الحدودي كان للتنسيق بشأن اتخاذ هذا القرار قائلا إن المنظومة الصحية التونسية رغم أنها الأفضل مقارنة بدول الجوار إلا أنها تعاني خلال هذه الفترة فما بالك بالمنظومة الصحية الليبية؟

وتابع “المساعدات الليبية لتونس لم تتوقف زمن الجائحة وتأتي عبر البر من مدن نالوت والزنتان ووازن لكن لم يتم تسليط الضوء عليها” محذرا من الوقوع في فخ التصريحات التي تريد الإيقاع بين شعبي البلدين.

الوضعية متشابهة

من جانبه أكد الليبي إدريس حميد الباحث في الشأن السياسي في تصريح لموقع JDD Tunisie، أن الوضع الصحي في ليبيا لا يختلف كثيرا عن تونس حيث سجلت اليوم 4 آلاف أصابة جديدة و28 وفاة.

وأضاف أن ليبيا لا تستطيع التخلي عن تونس والحكومة التونسية كانت على علم بقرار غلق الحدود مشيرا إلى أن المتضرر الأكبر من هذا القرار هم الليبيون الذين يتنقلون إلى تونس للعلاج وحتى قطع المبادلات التجارية بين المناطق التونسية القريبة من الحدود الليبية تضرر منه الطرفان.

كما أشار إلى أن المجلس الرئاسي الليبي وجه تعليمات للإسراع في توجيه مساعدات عاجلة إلى تونس لمساعدتها على مجابهة الجائحة إضافة إلى أن الأمين العام للهلال الأحمر الليبي مرعي الدرسي كان في زيارة إلى تونس ووقع اتفاقية تعاون في كافة المجالات.

مشاكل داخلية

قال حميد إن الدعم الشعبي لم يتوقف، حيث يواصل سكان المناطق الحدودية تسيير قوافل مساعدات إلى المناطق التونسية القريبة خاصة عبر معبر الذهيبة وازن.

وأفاد بأن ليبيا جلبت اللقاح مرة واحدة ولم تتمكن إلى حد الآن من جلب الجرعة الثانية إضافة إلى صعوبة الوضع السياسي والاقتصادي حيث أن الحكومة الليبية تعمل دون ميزانية واضحة باعتبار أن البرلمان لم يصادق على الموازنة إلى حد اليوم، وكذلك الجدل حول موضوع الانتخابات وغيره.

العلاقات الثنائية لن تتأثر

أكد محدثنا أن العلاقات التونسية الليبية متجذرة في التاريخ شعبيا وحكوميا وتونس لديها مواقف مشرفة تجاه ليبيا والعكس بالعكس.

وأضاف “البعض يحاول توظيف هذا الأمر لبث الإشاعات وإثارة الفتنة إلا أن العلاقات الثنائية تاريخيا واقتصاديا وشعبيا لا يمكن أن تتأثر بهذه الآراء المعزولة مشيرا إلى أن كافة المنصات الشعبية الليبية تنادي بضرورة تقديم الدعم إلى تونس في محنتها عاجلا وغير آجل”.

العلاقات الشعبية التونسية الليبية لا تتأثر بالسياسة
الخروج من نسخة الهاتف المحمول