تصاعدت في الآونة الأخيرة موجات الحرائق في تونس بشكل ملفت، بعد أن اجتاحت النيران مساحات واسعة من الغابات والحقول خاصة في منطقة الوسط الغربي، لتتسبب في فقدان العشرات من قاطني الجبال لموارد رزقهم وحتى مساكنهم.
وشهدت محافظات باجة وجندوبة وسليانة والكاف والقصرين وسيدي بوزيد وبنزرت ونابل سلسلة من الحرائق قضت على مئات الهكتارات والأراضي الزراعية والأشجار المثمرة.
واندلع يوم السبت 24 جويلية 2021 بالمنطقة الغابية الواقعة بين شاطئ مرسى الأمراء وشاطئ المنقع من معتمدية تاكلسة بولاية نابل، على مساحة تفوق 20 هكتارا كتقديرات أولية، وفق ما أكده معتمد تاكلسة رئيس اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث عصام السعيداني في تصريح لـ “وات”.
ورغم تدخل فرق من الحماية المدنية، معزّزة بشاحنات إطفاء وأعوان ديوان الأراضي الدولية وأعوان الغابات للسيطرة على الحرائق إلا أن هبوب الرياح وصعوبة التضاريس جعلت المد يتواصل لتشير التقديرات إلى أكثر من 100 هكتار التهمتها النيران.
أسباب متداخلة
في هذا الصدد، صرح رئيس الإدارة الفرعية للعمليات والمتابعة بالحماية المدنية العميد غازي العربي لـ “jdd tunisie”، أن اندلاع الحرائق يعود لأسباب متداخلة منها المناخي ومنها الطبيعي والأخرى بشرية.
وأوضح أن الأسباب المناخية تعود للارتفاع المشط في درجات الحرارة، الذي شهدته فترة العيد وما بعدها، وهو ما أدى إلى تبخر كميات مرتفعة من مياه الغطاء النباتي مما يجعله قابلا للاشتعال بسرعة.
وأضاف العربي بقوله “سرعة الرياح تلعب دورا رئيسيا في انتشار الحرائق وانتقالها إلى مساحات غابية مجاورة”.
أما العوامل الطبيعية فحصرها العربي في تواجد المساحات الغابية في تونس بالمرتفعات الجبلية التي تمتاز بتضاريس وعرة، وهو ما يؤخر وصول فرق الإطفاء إلى مكان الحريق ويضطرهم إلى الترجل آلاف الأمتار على الأقدام والاكتفاء بحمل وسائل إطفاء يدوية أقل جدوى من تلك التي تحمل على العربات، مشيرا أيضا إلى وجود نوع من النباتات سريعة الالتهاب نتيجة ما تحويه من زيوت.
وفيما يتعلق بالعوامل البشرية، قال المسؤول التونسي إنها تنقسم بدورها إلى عوامل غير قصدية كتواجد التجمعات السكنية والأنشطة التجارية على مقربة من المساحات الغابية، أو قيام البعض بسلوكيات ناجمة عن التقصير مثل إبقاء الحطب مشتعلا وترك أعقاب السجائر، وإلى عوامل قصدية تكتسي طابعا إجراميا ونوايا خطرة بعضها ناجم عن الانتقام.