تعاني القارة الإفريقية من أدنى معدل للتطعيم ضد كوفيد-19 مقارنة بكافة قارات العالم،فتسع من كل عشر دول أفريقية ستفشل في تحقيق هدف سبتمبر القاضي بتطعيم 10 بالمائة من سكانها، وفق منظمة الصحة العالمية.

 وتمثل حصة إفريقيا أقل من واحد بالمائة من أكثر من 2.1 مليار جرعة يتم إعطاؤها على مستوى العالم، حيث تحصلت على 32 مليون جرعة.

وتلقى 2 بالمائة فقط من سكان القارة البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة الجرعة الأولى، وتم تطعيم 9.4 مليون مواطن أفريقي فقط، حسب منظمة الصحة العالمية.

يرجح بأن تحقق سبع دول إفريقية فقط، من أصل 54، الهدف، حسب  المديرة الإقليمية للمنظمة لإفريقيا، ماتشيديسو مويتي، التي “أشارت إلى الحاجة إلى 225 مليون جرعة من اللقاحات على الأقل، بشكل عاجل لتمكين معظم الدول من تحقيق الهدف”.

الأسباب

يعود هذا النقص الكبير لأسباب عديدة، أولها إلى قرار الهند بوقف عمليات تصدير اللقاحات عقب التفشي الواسع للوباء التي تشهده البلاد. 

وينتج معهد سيروم الهندي لقاح كورونا الخاص بشركة الأدوية البريطانية السويدية العملاقة أسترازينيكا، وكان المعهد الهندي المصدر الرئيسي الأهم للقاحات كورونا في إفريقيا.

جرعات منتهية الصلوحية في دول أفريقيا، حيث أن جمهورية مالاوي لديها 16,400 جرعة من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا، ولدى جنوب السودان 59 ألف جرعة، كلها انتهت صلاحيتها في أفريل الماضي.

مما دفع الدولتان إلى تدمير هذا المخزون من اللقاحات وهي تبرعات حصلت عليها عن طريق الاتحاد الأفريقي.

ومن بين العوامل الأخرى التي تسببت في تأخير حملات التطعيم، عدم توفر بنية تحتية مناسبة لهذه الحملات بما في ذلك نقص الطواقم الطبية المدربة والأماكن المهيئة للتطعيم.

ماذا عن تونس؟ 

تونس هي خامس بلد أفريقي من حيث عدد الملقحين ضد فيروس كورونا بتلقيح أكثر من 1,5 مليون شخص حتى الآن والثاني بشمال إفريقيا بعد المغرب وذلك خلافا لما يروج بشأن بطئ نسق الحملة الوطنية للتلقيح، حسب تصريح لوزير الصحة فوزي المهدي في 18 جوان الجاري.

هذا وبرمجت تونس اقتناء كميات أولية من لقاح جونسون آند جونسون الأمريكي تقدر ب 2 مليون جرعة، وفق ما أعلن عنه رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، الهاشمي الوزير.

ويسند هذا اللقاح بنظام الجرعة الواحدة خلافا لباقي التلاقيح التي تستعمل بنظام الجرعتين.

بعد ثلاثة أشهر من انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، بلغت نسبة الملقحين في تونس 12 بالمائة فقط، وهي نسبة متدنية جدا وبعيدة عن الهدف المعلن من قبل وزارة الصحة التي أعلنت عن تطعيم 3 مليون تونسي مع موفى شهر جوان الحالي.