الشاب عبد السلام زيان توفّي بالسجن المدني بصفاقس منذ 4 أشهر تقريبا، بتاريخ 2 مارس 2021 مما أثار موجة من الاحتجاجات في صفوف عائلة الشاب وأقاربه وأصدقائه، واستنكار عدد من الجمعيات والمنظمات للظروف المسترابة للوفاة، ثمّ تكوّنت لجنة تحقيق برلمانيّة للوقوف على ملابسات الحادثة.

ماذا قدّمت اللجنة البرلمانية؟

رئيس لجنة التحقيق في وفاة الشاب عبد السلام زيان، النائب رباب بن لطيف، أكّدت لـJDD Tunisie”، أنّ البرلمالن صادق على إحداث اللجنة منذ أسبوعين فقط، وتم خلال هذه الفترة الاستماع إلى عائلة الضحية التي قدّمت معطيات فيها الكثير من الالتباس منها ماهو متعلّق بالتقصير في تمكين ابنها المصاب بداء السكري من جرعة الأنسولين إلى جانب شبهة تنسيق بين المحامية ومركز الأمن مما دفع عمادة المحامين إلى اتخاذ إجراءات ضد المحامية المذكورة بتهمة السمسرة.


وأضافت بن لطيف أنه على ضوء ذلك تم استدعاء ممثلين عن وزارات العدل والداخلية والصحة للاستماع لهم في جلسة الإثنين القادم بالبرلمان إلى جانب هيئات مناهضة التعذيب وحقوق الإنسان الأربعاء القادم مشيرة إلى أنّه سيتم في وقت لاحق تنظيم زيارة ميدانية إلى ولاية صفاقس للإطلاع على ظروف الإيقاف بمركز أمن الشيحية والسجن المدني.

وفي علاقة برفض الهيئة الوطنية للمحامين “رفضها التام”، للدعوة الموجهة إليها من البرلمان للاستماع لرئيسها، أنّ سوء تفاهم حصل بسبب صيغة المراسلة التي وجهها البرلمان إلى العمادة والتي تضمنت دعوة للتحقيق في حين أنّه ليس من مهام اللجنة التحقيق بقدر مايتعلق بالاستماع إلى جميع الأطراف لتقديم رواياتهم مضيفة أنّها اتصلت بالعميد ابراهيم بودربالة وأوضحت الالتباس الحاصل ومن المنتظر أن يكون حاضرا بالبرلمان بعد توجيه مراسلة ثانية.


المسار القضائي

من جهته، قال النّاطق الرسمي باسم محاكم صفاقس مراد التركي لـ”JDD Tunisie” إنّ الأبحاث التحقيقية مازالت جارية، إذ أذن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 2 المتعهد بالقضية، قبل أيّام، بتشكيل مجمّع طبي يتكون من الطبيب الشرعي ورئيس قسم التخدير والإنعاش بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس ورئيس قسم أمراض الغدد بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر لدراسة الملف الطبي للضحية عبد السلام زيّان.

وأضاف التركي أنّ اللجنة الطبية ستؤكّد وفاة زيّان بسبب عدم تلقيه جرعة الأنسولين من عدمه بعد الاطلاع نتائج التحاليل السمية والمجهرية ونتيجة تقرير الطب الشرعي.

وأوضح، من جانبه، المدير الجهوي للصحّة بصفاقس جوهر المكني لـ”JDD Tunisie”، أنّ اللجنة الطبية رئاسة الطب الشرعي لم تصدر بعد تقريرها النهائي.

البحث الإداري لهيئة السجون

في هذا الإطار، أكّد الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للسجون والإصلاح سفيان مزغيش لـ”JDD Tunisie”، أنّ نتائج البحث الإداري للهيئة لم تُفضي إلى مؤاخذة أي عون أو إطار بسجن صفاقس من أجل التقصيل أو الإهمال.
وأوضح أنّ شقيق الضحية أمضى على تقرير الهيئة العامة للسجون وأكّد ماجاء فيه، إذ تبيّن عبد السلام زيّان وصل إلى السجن في حالة صحية حرجة صحبة شقيقه فتم تمكينه من الجلوس لاتمام إجراءات القبول ثم اتّصل أعوان السجن بالممرض المباشر لأخذ الإذن بتمكينه من جرعة الأنسولين.
وأضاف مزغيش أنه تم نقل الضحية إلى غرفة إقامة وإعطاءه حساءَ ساخنا بتعليمات من الممرض لكن حالته تعكرت مما استوجب نقله إلى المستشفى.