يحتفل التونسيون اليوم الخميس 24 جوان 2021، بالذكرى 65 لانبعاث الجيش الوطني وسط مخاوف من انحراف المؤسّسة العسكرية عن مسار الحياد الذي اتبعته طيلة العقود الستة الماضي بسبب تصرحات ومواقف لقيادات عسكرية متقاعدة واتهامات لرئيس الجمهوريّة باستغلالها لمآرب سياسية.
لاخوف على المؤسّسة
عبّر العقيد متقاعد من الجيش الوطني محمد صالح الحدري في تصريح لـ”JDD Tunisie”، اليوم الخميس 24 جوان 2021، عن أسفه من اتّهام الجيش الوطني بلعب دور سياسي خلال الفترة الأخيرة مشيرا إلى أن تلاميذ المدارس العسكرية بمختلف درجاتها، يلقّنون أنّ الجيش يقف على الحياد ولا يتدخّل في الحياة السياسية وكل مايفصله عن عامة الشعب والسلطة هو الدستور والقانون.
وأضاف أنّ الجيش التونسي كان ومنذ تأسيسه يعمل على احترام مؤسّسات الدولة والدّفاع عن الشرعية وليس الأفراد التي قد تُدخل المؤسّسة في متاهات لا نهاية لا، وفق تعبيره.
وفسّر محدّثنا أنّ الإعلام والمجتمع المدني وقع ضحيّة هذا الخلط بسبب إدلاء عسكريين متقاعدين بآرائهم ومواقهم في المنابر الإعلامية أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي وفي البيانات الموجهة إلى الرأي العام مضيفا أنّه بمجرد إحالة العسكري على التقاعد فإنه يصبح مدنيا خاضعا للقانون المدني ويتمتّع بجميع حقوقه بما في ذلك تأسيس الأحزاب والانخراط فيها.
الجيش ووزارة الداخليّة
كان الجيش التونسي غائبا ممارسة ومشاركة عن الفعل السياسي طيلة السنوات الخمسة والستين على عكس بقيّة جيوش المنطقة سواء على المستوى العربي أو الإفريقي التي قادت فيها القوات المسلحة انقلابات على السلطة.
ويقول العقيد متقاعد الحدري لـ”JDD Tunisie”، إنّ قدرة الجيش الوطني على الحفاظ على هذا الحياد تعود إلى تأسيسه من نواة صلبة من المقاومين الذين تشبعوا في مرحلة أولى بقيم الجمهورية.
ويضيف محدّثنا أنّ القائمين على السلطة في حقبتي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي اختاروا أن تحّل وزارة الدّاخلية من خلال المصالح المختصة وأمن الدولة والاستعلامات محلّ ماتقوم به الجيوش في الأنظمة العربية من قمع للمحتجين وتنكيل بالمعارضين فيما بقيت المؤسّسة العسكريّة حبيسة الثكنات ومحدودة التسليح خشية توسّع نفوذها.