قال رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد في حوار لـ”أرونيوز” أمس السبت 5 جوان 2021، بمناسبة الزيارة التي يؤدّيها إلى بروكسل، إنّ النعوت التي تستعمل للحديث عن الهجرة غير موحّدة مرة يقال إنها غير شرعية ومرة غير نظامية مضيفا “كثيرون يتحدثون عن الحلول الأمنية، ولكن واضح أن الحلول الأمنية ليست بالكافية. لو أنهم (المهاجرون) وجدوا أملا في الحياة، وتحققت أحلامهم، ووجدوا الإمكانيات المتاحة في الضفة الشمالية، لكان الموضوع غير مطروح على الإطلاق.”
وأكّد سعيّد أنّه من الأفضل معالجة الأسباب عوض معالجة الظواهر فالهجرة التي توصف بأنها غير نظامية وتنطلق من تونس أو من عدد من دول شمال إفريقيا نحو أوروبا، هناك من يُيسر لهم هذه الهجرة في الشمال. هناك شبكات إجرامية تتاجر بالبشر، تتاجر بهؤلاء، يعملون في الظلام، يعملون بدون أوراق، دون حقوق، وهي طريقة من طرق الاتجار بالبشر يجب أيضاً أن نتحدث عن الهجرة النظامية لعدد من العلماء ومن الكفاءات في السنة الماضية تقريباً أكثر من 500 طبيب توجهوا إلى أوروبا.
كما صرّح الرئيس سعيّد أنّ هناك اتفاقيات مع عدد من الدول الأوروبية ومع الاتحاد الأوروبي مشيرا إلى أنّه طلب من رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس وعدد من المسؤولين وأصدقاء تونس تصوّر آلياتٍ وطرقاً جديدة تمكن من إرساء عدالة في العالم كله.
وأضاف أنّ الأوربيين يصغون عندما يتحدث عن المشاكل والصعوبات التي تواجهها تونس في الحصول على إمدادات اللقاحات وهناك حلول عملية بطبيعة الحال وهناك المقاربة التي تم اعتمادها بالنسبة إلى عدد من الإجراءات التي تم اتخاذها، ولكنها غير كافية وغير مجدية.
وقال سعيد “بالأمس فقط تعالت صيحات فزع في عدد من ولايات الجمهورية تتعلق بتوفير الأكسجين، وبتوفير الحد الأدنى من العناية الطبية وتمّت، بالإمكانيات المتاحة، الإحاطة بالوضع الكارثي. ولكن هذا الوضع الكارثي لا يمكن أن يقارب في مستوى دولة واحدة، بل يجب أن تكون المقاربة مقاربة كونية.
وبخصوص الوضع الأمني، أكّد أنّ تونس ليست دولة يستهدفها الإرهاب كل يوم، هي دولة آمنة ولا بد من أن نحصن المجتمع بثقافة تكون سداً منيعاً أمام الإرهاب، بتربية على جملة من القيم، في ذلك الوقت يمكن أن نحدّ من الإرهاب الذي يتسلل إلى العقول لأنها فارغة.
وفي تعليقه على إقامة بعض الدول العربية علاقات رسمية ودبلوماسية مع إسرائيل قال رئيس الجمهورية “نحن نتعامل مع الدول، الأنظمة تختار الاختيارات التي تريد، لم نتدخل فيها على الإطلاق. هم أحرار ولكن أيضاً نحن أحرار وعشنا أحراراً ونريد أن نموت أحراراً هم أحرار، اختاروا الذي اختاروه”.
