تداول نشطاء بوسائل التواصل الاجتماعي ، صباح الأربعاء 16 جوان، وثيقة مسرّبة لاختبار مادّة الفلسفة لامتحانات باكالوريا 2021، دقائق قليلة بعد انطلاقه.


وعبّر عدد كبير من روّاد مواقع التواصل عن استيائهم وسخطهم من تواصل تسريب الامتحانات الوطنية، رغم الإجراءات المشدّدة التي أعلنت عنها وزارة التربية، ما دفع بالبعض إلى التشكيك في مصداقيّة المناظرات الوطنيّة.


وليست هذه المرّة الأولى الّتي تُسرّب فيها الاختبارات، وتتوجّه الاتهامات خاصّة إلى بعض المترشّحين بصفة فردية (عددهم حوالي 11 ألفا هذا العام)، حيث يعمدون في كل مرّة إلى الخروج من قاعات الامتحان بعد دقائق حاملين معهم ورقة الاختبار، دون الإجابة ولو بحرف واحد على الأسئلة.


كما تتوجّه الاتّهامات إلى بعض المسؤولين عن مراكز الامتحان وبعض المراقبين، وهي حالات معزولة، حيث يتساهلون في المراقبة ويسمحون بتسريب الاختبارات خارج أسوار المعهد.

اختبار الباكالوريا المسرب

شبكات مختصّة

خلال فترة الامتحانات الوطنية، تنشط شبكات مختصّة في تسريب الامتحانات، حيث تتعاقد مع مواطنين بغية تقديم ترشحهم للامتحان بصفة فردية، ومهمتهم الوحيدة تسريب ورقة الاختبار وتسليمها إلى عناصر أخرى، بمقابل مادي متّفق عليه، ثم تُباع الورقة إلى التلاميذ الراغبين في الحصول على هذه الخدمات بأسعار باهظة، كي تصلهم الإجابات إلى قاعة الامتحان بطرق مختلفة.

في الغالب، يستعمل التلميذ الراغب في الغش وسائل تكنولوجية متطورة وصغيرة الحجم، حيث لا يتمكن المراقب من كشفها، ثمّ يحرّر مختصّون، إمّا أساتذة أو مربّون، الإجابات وترسل إلى التلاميذ عبر هذه الوسائل.

العادة ليست جديدة، فقد انتشر استعمالها في السنوات الأخيرة بفضل التطور التكنولوجي وساهمت بدورها في مساعدة عشرات التلاميذ على النّجاح.

عقوبات شديدة

قال وزير التربية، فتحي السلاوتي، الاثنين الماضي، خلال ندوة صحفية بشأن الاستعدادات لإنجاز الامتحانات الوطنية دورة 2021، إن الوزارة ستلاحق قضائيا كل مترشح بصفة فردية لامتحان الباكالوريا يتورط في الغش أو محاولة الغش.

وكانت العقوبات تقضي في السابق باستبعاد المترشح 5 سنوات أو 6 سنوات إذا اقترن الغش مع سوء السلوك أثناء اجتياز الاختبار.

وحذّرت وزارة التربية الأولياء والتلاميذ من مغبة ارتكاب محاولات غش أو غش في امتحان الباكالوريا، إضافة إلى اتخاذها عددا من الإجراءات مثل حظر جلب الهواتف الذكية إلى مراكز الامتحان أو أي معدات إلكترونية أو سمّاعات ماعدا الآلات الحاسبة المؤشر عليها من قبل المعاهد.

وبلغ إجمالي حالات الغش وسوء السلوك في امتحان الباكالوريا دورة 2020، وفق الأرقام الرسمية لوزارة التربية، 1572 حالة، مقابل 866 حالة في دورة 2019.