أقدم عدد من المواطنين ونشطاء بالمجتمع المدني بمعتمدية كندار من ولاية سوسة، الاثنين 14 جوان، على غلق الطريق الوطنية 2 الرّابطة بين النّفيضة والقيروان رافعين شعارات تطالب بتسليط أقصى العقوبات على مدير معهد وأستاذ وقيّمة متورطين في قضية تحرّش بالتّلميذات.


وأشعل المحتجون العجلات المطاطية أمام المعهد الثانوي بكندار، قبل يومين فقط من انطلاق اختبارات الباكالوريا، مطالبين بزيارة وزير التربية إلى المنطقة والاطلاع بنفسه على وضعية المؤسسات التربوية بالجهة.


إضراب عام

دعا المجلس البلدي بكندار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير التربية إلى تحمّل مسؤولياتهم كاملة والتدخل العاجل، مهدّدين بتنفيذ إضراب عام مفتوح بداية من 16 جوان الجاري يتخلله قطع الطريق الوطنية عدد 2 والطريق الجهوية عدد 48.


كما طالب المجلس البلدي في بيان السلط المحلية والجهوية بمحاسبة كل من ثبت تورّطه في هذه الجريمة وخاصّة المسؤول الأوّل عن التربية بولاية سوسة الذي تستر على أستاذ ارتكب فعلا مماثلا منذ مارس المنقضي.

وأعلن المجلس البلدي بكندار مساندته المطلقة لمطالب الأهالي محذّرا من إمكانية خروج الوضع عن السيطرة وتطوره إلى ما لا يحمد عقباه.

غلق الطريق الوطنية 2 وإشعال العجلات المطاطية


أصل الحكاية

أفاد الناشط بالمجتمع المدني كمال المزوغي في تصريح لموقع JDD أنّ أصل الحكاية يعود إلى شهر مارس 2021 بعد أن أصدرت المندوبية الجهوية للتربية بسوسة بيانا أعلنت فيه عن إيقاف أستاذ بالمعهد الثانوي بكندار عن العمل وتحويله إلى التحقيق بسبب شبهة تحرّش عبر فايسبوك تضررت منها إحدى التلميذات بالمعهد المذكور.

يذكر أنّ المحادثات نشرتها بعض الصّفحات على فايسبوك وتبرز إلحاح الأستاذ في طلب صور مخلّة لتلميذته مقابل وعود بالزّواج وخدمات أخرى بالمعهد كتسهيل حصولها على بطاقة دخول وغيره…


وأضاف المزوغي أن شائعات جديدة صدرت عن التلاميذ بخصوص القضية، مفادها أنّ مدير المعهد متورّط بدوره في التحرّش المادي ومحاولة اغتصاب تلميذات بالمعهد.

وبوصول هذه المعلومات إلى عديد الأطراف، تكفّلت أستاذة وأستاذ بالمعهد بتقديم شكوى إلى النيابة العمومية التي أذنت بدورها بفتح تحقيق في الموضوع واستمعت إلى شهادة التّلميذات المتضرّرات.

7 تلميذات متضرّرات

أكّد محدّثنا أن التّحقيقات كشفت تورّط مدير المعهد بالتحرّش بـ 7 فتيات على الأقلّ كما ثبت تورّط قيّمة بالمعهد في قضية التحرّش من خلال التستّر على المدير حتى لا ينكشف أمره.

وأشار إلى أنّ بعض الأطراف التي تم الاستماع إليها خلال التحقيق كشفت عن تفاصيل صادمة بخصوص السلوك الجنسي لمدير المعهد.

مطالب تنموية

قال كمال المزوغي إنّ الوقفة الاحتجاجية كانت مناسبة لرفع مطالب تنموية أبرزها تدعيم المعهد الثانوي بكندار الذي يفتقد إلى أبسط الضّروريّات والتّجهيزات مضيفا أن المؤسسات التربوية بكندار أصبحت تُعرف أنّها وجهة مفضّلة للأساتذة والمعلمين المعاقبين.

وأضاف أنّ مدير المعهد بدوره، أصدرت في شأنه المندوبية الجهوية للتربية بالقيروان نقلة عقاب إلى مدينة كندار بسبب ارتكابه أفعال مشابهة وتورّطه في قضية تحرّش.