صحيفة الأحد – Jdd Tunisie

الموسم السياحي.. الوضع الوبائي ينذر بأزمة

قال وزير السياحة والصناعات التقليدية، الحبيب عمّار، إن تونس جاهزة لاستقبال السياح هذه الصائفة وخلال الموسم الشتوي القادم بفضل البرتوكول الصحي الخاص بالقطاع السياحي، الذي أثبت نجاعته صيف 2020.

لكن هل حقا تونس جاهزة لاستقبال السياح الأجانب؟

الموجة الرابعة لجائحة كورونا

في 9 جوان الجاري، دخلت تونس رسميا في الموجة الرابعة لجائحة كورونا، كما أن 18 ولاية هي حاليا مصنفة كمناطق ذات اختطار مرتفع، وفق وزير الصحة فوزي المهدي. 

وحسب آخر أرقام وزارة الصحة حول الوضع الوبائي اليومي تم تسجيل 71 حالة وفاة جراء فيروس كورونا ليرتفع العدد الجملي للوفيات في تونس منذ ظهور الوباء، إلى 13 ألفا و 436 وفاة.

وبلغت نسبة التحاليل الإيجابية اليومية 30 فاصل 19 بالمائة.

أرقام تكشف حجم الأزمة

القطاع السياحي الذي كان يساهم بنحو 14 بالمائة من إجمالي الناتج الداخلي للاقتصاد التونسي، يعاني الكثير من الأضرار بسبب تداعيات فيروس كورونا.

فقد سجل القطاع تراجع في عدد الوافدين بنسبة 80 بالمائة وفي العائدات السياحية بنسبة 64 بالمائة، كما أن قرابة 400 ألف تونسي خسروا وظائفهم.

من جهة اخرى تراجعت العائدات السياحية بنسبة 55 بالمائة، خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2021، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2020، وفق مؤشرات البنك المركزي التونسي.

وكانت منظمة السياحة العالمية أعلنت إن عدد المسافرين انخفض في الربع الأول بنسبة 83 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع استمرار القيود الخاصة بالوباء في عرقلة السفر الدولي.

تونس فقدت الكثير من إشعاعها كوجهة سياحية

اعتبرت رئيسة الجامعة التونسية للنزل درة ميلاد أن تونس قد فقدت الكثير من إشعاعها كوجهة سياحية عالمية منذ وقت طويل نتيجة لأسباب هيكلية وأخرى ظرفية.

وعن الأسباب الهيكلية المؤدية لتدهور القطاع، أوضحت رئيسة الجامعة أنها تعود إلى “غياب استراتيجية واضحة المعالم منذ أكثر من 20 سنة، ففي الوقت الذي كانت فيه الأسواق المنافسة تنوع من منتوجها وتطور طرق تسويقها لوجهاتها وتتجه نحو أسواق جديدة، تركت السياحة في البلاد بين أيادي وكالات أسفار أجنبية كبرى تملي شروطها وتفرض على القطاع نمطا مهيمنا من المنتوج السياحي”.

تونس أرخص وجهة سياحيّة

الوجهة التونسية تعد من أرخص الوجهات السياحية عبر توفير أسعار تفاضلية للسائح الأجنبي المقدرة في حدود 395 أورو على السائح الواحد، موزعة بين 190 أورو ثمن التذكرة و7 أورو ثمن التنقل من المطار إلى النزل، والبقية ثمن إقامة، وفق رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار جابر عطوش.

وأوضح عطوش في ذات السياق، أن الرحلة بيوم إلى ولاية القيروان والجم تتكلف على السائح الواحد في حدود 150 أورو، و أن تكلفة الزيارة إلى الجنوب الغربي في حدود 160 و 170 أورو ما بين تنقل واستغلال سيارات رباعية الدفع وامتطاء الجمل واقتناء صناعات تقليدية والمطاعم السياحية.

رغم الأزمات التي تحاصر القطاع السياحي، إلا أن تونس بدأت في استقبال السياح أثناء مواجهتها لوضع وبائي غير مطمئن، فمنذ 29 أفريل توافدت على تونس قرابة 90 رحلة وأكثر من 14 ألف سائح من جنسيات مختلفة  أهمها الروسية .

الخروج من نسخة الهاتف المحمول