صحيفة الأحد – Jdd Tunisie

كورونا.. موجة رابعة على الأبواب والاقتصاد يختنق

أثارت توقعات وزير الصحة فوزي المهدي بدخول تونس موجة رابعة من وباء كورونا بداية من شهر جوان الحالي، قد تقتل أكثر من 4 آلاف تونسي ردود فعل متفاوتة تراوحت بين الجدية والسخرية من تصريحات اعتبرها البعض غير مسؤولة.


عضو اللجنة العلمية لمحابهة كورونا أمان الله المسعدي، أفاد في تصريح لموقع JDD Tunisie بأنّ التكهّنات بموجة رابعة من كوفيد-19 ناتجة عن معطيات علمية دقيقة بالرجوع إلى استقرار عدد الوفيات والإصابات اليومية وعدد المرضى بأقسام الإنعاش في مستويات عالية.


وأضاف “معدل الإصابات حسب الأرقام الرسمية يتجاوز الـ 20 % على المستوى الوطني وسجلنا أرقاما أعلى بكثير في بعض المناطق” مشيرا إلى أنّ تونس مقبلة على موسم صيفي يشمل عودة التونسيين بالخارج إضافة إلى التجمعات في الأعراس والأفراح.


موجة شرسة

توقع المسعدي أن الموجة الرابعة من كورونا ستكون أشرس من الموجات السابقة، خاصة وأنها ستأتي في وقت تكون فيه المنظومة الصحية متهالكة بسبب إرهاق الموارد البشرية وضعف الموارد المالية المخصصة لمجابهتها.


وتابع “هذه التكهنات نتيجة حتمية لهذه العوامل والتراكمات، فالوضعية ستكون أصعب وعدد الوفيات سيرتفع”.


كما أشار إلى أنّه من الممكن أن تتفادى تونس هذه الموجة شرط التزام المواطن والمؤسسات بالبروتوكول الصحي إضافة إلى وصول كميات من التلاقيح كانت تونس تلقت وعودا بالحصول عليها.

هل بإمكان تونس مواجهة موجة جديدة من كورونا بمنظومة صحية متهالكة؟


حوكمة دون استراتيجية


في المقابل، أكد الخبير الاقتصادي محمد صالح جنّادي في تصريح لموقع JDD Tunisie أن حوكمة البلاد لا تخضع لاستراتيجية واضحة قائلا “طلبت من الدولة شخصيّا جلب حوالي 12 مليون جرعة لتلقيح 6 ملايين شخص على الأقل”.


وأضاف “تخصيص مبلغ 500 مليون دينار أو 1000 مليون دينار لجلب التلاقيح سيجنب تونس خسارة مليارات الدينارات في مقاومة الوباء، مؤكّدا أن تونس خسرت ما يقارب 12 مليار دينار، على المؤسسات الصحية فقط دون احتساب التبعات الاقتصادية للفيروس.


كلمة السر.. التلقيح


أفاد محمد صالح جنّادي بأنّ جلب التلاقيح وإغلاق البلاد مدة زمنية قصيرة لتلقيح كافة المواطنين، الحل الوحيد النّاجع للخروج من الأزمة الصحية.


وشدّد على ضرورة التحرك على أعلى مستوى واستغلال العلاقات التي تربط تونس بكل من الصين وروسيا لجلب التلاقيح باعتبار توفر لقاحي سبوتنيك وسينوفارم في السوق بأسعار مدروسة.


“لا للغلق من جديد”


حذّر جنّادي من تبعات التوجه إلى حجر صحي شامل من جديد، قائلا إنّه سيتسبب في خسارة نسبة نمو لا تقل عن 4 % على الأقل، باعتبار أن الموسم السياحي في بدايته، حيث يعوّل عليه التونسيين لتغطية بعض خسائرهم.


وأضاف “الحجر الصحي الذي فُرض في أيام عيد الفطر أفسد تحضيرات التجار الصّغار وعمّق أزمتهم مشيرا إلى أن مواصلة هذا التمشي في مجابهة كورونا “لن يؤدّي بالبلاد إلى الإفلاس فقط، بل بالإمكان أن يؤدي إلى حرب أهلية”.

وتابع “المواطن بلغ أقصى درجات التحمّل، فالدّولة لم يعد بإمكانها أن تقدم تنازلات أو امتيازات جبائية” واصفا اختيارات الدولة بالـ “خاطئة” وقائلا إنّه “كان من الأوْلى تخصيص ميزانية لجلب الجرعات بدل “تسوّل” قروض خارجية لخلاص الأجور وتسديد بعض النفقات”.

موسم سياحي مهدد بالفشل بسبب كورونا

الخروج من نسخة الهاتف المحمول