في ظل الأحداث التي تعيش على وقعها فلسطين في الفترة الأخيرة، بداية من أحداث حي الشيخ جراح وصولا إلى المواجهات المتبادلة بين كتائب القسام التابعة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس والقوات الإسرائيلية تظل متابعة وسائل الإعلام التونسية والعربية بشكل عام لهذه الأحداث محدودة ومقتضبة.

تغطية محدودة من الإعلام التونسي

بالنظر إلى التغطية الإعلامية الضخمة لمختلف وسائل  الإعلام الأجنبية، تكتفي وسائل  الإعلام التونسية بنقل بعض الأخبار المتداولة والأرقام التي ترسلها الوكالات إما في الصحافة المكتوبة أو في مختلف النشرات الإخبارية  فيما يخص السمعي البصري ويرجع الدكتور صادق الحمامي المختص في علوم الإعلام والاتصال هذا الأمر إلى أن مختلف وسائل الإعلام التونسية ليست لها أدوات تمكنها من تغطية مثل هذه الأحداث مشيرا إلى أن نقطة قوة الإعلام الأجنبي تتمثل في امتلاك شبكة مراسلين وهو ما يفتقر له الإعلام في تونس.

وأضاف الحمامي أن الإعلام التونسي يركز عموما على الشأن السياسي الداخلي أكثر من غيره نظرا لانعدام الأدوات التي تخول له تغطية الأحداث الخارجية”.

التغطية العربية والأجنبية للأحداث

‎وفيما يخص الإعلام العربي والأجنبي، تعتبر الوضعية أكثر ارتياحا على الصعيد الاقتصادي لأغلب المؤسسات الإعلامية مقارنة بتونس فنجد حجما هائلا من التقارير اليومية والتغطيات المتواصلة إلا أن التغطية الإعلامية بشكل عام تخضع لعدة مقاييس تختلف من وسيلة إلى أخرى حيث يرى الدكتور بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار هاني مبارك أن الإعلام العربي لم يرتق إلى التميز في تغطيته للأحداث الراهنة في فلسطين مؤكدا أن الأسباب سياسية بحتة “حيث أن معظم الأنظمة العربية مرتبطة بأجندات خاصة وبالتالي فإن أولويتها هي المحافظة على الوجود المرتبط بشرط عدم الانخراط في دائرة الصراع”.

‎في حين يرى أسامة عبد الله، كاتب وباحث وأستاذ محاضر في جامعة النجاح الوطنية في فلسطين، أن الأخطر من التغطية المحدودة للأحداث الجارية في فلسطين هو تزوير بعض الحقائق وإظهار عكس ما يحدث ونقل الأخبار من الزاوية التي تريدها وسيلة الإعلام وهو ما تقدم عليه بعض وسائل الإعلام العربية المعروفة.

‎وفيما يخص الإعلام الأجنبي، أفادنا أسامة عبد الله “أن الإعلام الأجنبي يقوم بدوره في تغطية ما يحدث في قطاع غزة والقدس لكن الإشكال يكمن في أنه يكتفي بنقل ذلك من الزاوية الإسرائيلية، بعيدا كل البعد عن ما يسمى بالمهنية” مشيرا إلى أن من يملك وسيلة الإعلام أضحت له سلطة في التحكم في المضمون الإعلامي المقدم.

هل يجب التحلي بالموضوعية؟

‎تعتبر الموضوعية من أهم القيم التي يتميز بها العمل الصحفي وهي من الأخلاقيات الصحفية التي يجب أن يتحلى بها أي صحفي لكن يبقى اعتماد هذا المعيار محدودا خصوصا في قضية حساسة كالقضية الفلسطينية حيث أكد الدكتور صادق الحمامي أنه من الصعب التحلي بالموضوعية في قضية لها بعد عاطفي بالنسبة للتونسيين فيرى أنه من الضروري الاعتماد على عدة مصادر متنوعة عربية وأجنبية خصوصا فيما يتعلق بهذا الموضوع لتفادي التضليل.

‎في حين دعا أسامة عبد الله وسائل الإعلام العربية وغيرها إلى أن تكون موضوعية في نقل الأحداث مشيرا أن فلسطين ليست في حاجة إلا للحيادية والمصداقية لنصرة قضيتها.

‎وبالتالي نخلص إلى القول أن الإعلام بشكل عام لم ينصف القضية الفلسطينية وتبقى المنصات الإلكترونية المقاوم الأساسي والمدافع عن هذه القضية من خلال إطلاق “هاشتاغات” تدين الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين.

إشراق المؤدب