صحيفة الأحد – Jdd Tunisie

لحوم مصابة بالكلب وأسماك قاتلة في الأسواق التونسية

تنتشر بين الحين والآخر صور صادمة من داخل مسالخ قانونية أو عشوائية تعرض سلعها للعموم مما يثير شكوك التونسيين بشأن مدى مراقبة الإنتاج الحيواني في تونس ومدى تطابقة مع المواصفات العالمية تجنّبا للإصابة بأوبئة معدية وتسممات قد تؤدّي إلى الموت.

الرقابة قبل الذبح غائبة

عميد البياطرة الدكتور أحمد رجب، أكّد لـ”JDD Tunisie”، الخميس 27 ماي 2021، أنّه إلى جانب انتشار المسالخ العشوائية تقريبا في كل الولايات فإن مراقبة المواشي تواجه عدّة إشكاليات أخرى أهمها نقص عدد البياطرة المراقبين والعوائق التي تشوب عمليات التعاقد بين البلدية والبياطرة مشيرا إلى أنه يُطلب منهم العمل لساعات أطول من التي نصّ عليها الاتفاق بين الطرفين.




وأضاف رجب أنّ البياطرة يراقبون المواشي بعد عملية الذبح مما يجعل الكشف عن عدة أمراض غير ممكن بالعين المجردة مؤكّدا أن عدة أمراض تتنقل من الإنسان إلى الحيوان دون أن تظهر عليه علامات جلدية من بينها الحمى المالطية وداء الكلب.

وأشار إلى أنّ العاملين بالمسالخ لا يملكون عادة الخبرة والكفاءة اللازمتين لتبيّن إصابة الحيوان بالحمى المالطية قبل ذبحها مع العلم أنها تتنقل عبر الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المصابة أو إفرازات هذه الحيوانات (نسيج، دم، بول، إفرزات مهبلية، أجنة مجهضة وبالأخص المشيمات) من خلال وجود شقوق في الجلد أو عن طريق الهواء في الحظائر والإسطبلات.

خطر المضادّات الحيويّة

من جهة أخرى، أكّد العميد أحمد رجب أنّ ذبح المواشي بعد إعطائها مضادات حيوانية ممنوع وفق القانون قبل مرور 10 أيام على انتهاء مدة العلاج باستعمالها، كما لا يجب استهلاك حليب الأبقار التي تلقت مضادات حيويّة.

وفسّر محدّثنا أن هذا النوع من الأدوية يتنقل إلى الإنسان بمجرد استهلاكه لحم الخرفان أو البقر أو الماعز أو الدجاج التي تلقت مضادا حيويا وبالتالي تكتسب بكتيريا جسم الإنسان مناعة لمقاومة المضادات الحيوية.


وأضاف أن هناك خطر متفاوت يتمثّل في فقدان نجاعة أي أدوية قد يستعملها الإنسان في المستقبل وقد تكون المناعة متوسطة المدى أو خطيرة حيث لن يجد أي مضاد حيوي نفعا ضد أي مرض قد يصاب به في المستقبل بسبب اللحوم التي يستهلكها.

نوع من الأسماك قاتل!

وبخصوص سلامة الأسماك، يفيد الدكتور أحمد رجب بأنّ الأسماك التي يتم اصطيادها يجب أن تكمل عملية الهضم قبل استهلاكها، ببقائها مدة لا تقل عن 48 ساعة قبل توجيهها إلى الأسواق.


وحذّر من تنقّل بعض الرواسب والمواد البلاستيكية التي قد يستهلككها السمك وتتنقل إلى الإنسان لما تسببه من أمراض خطيرة على غرار السرطان في صورة استهلاكه للأسماك باستمرار.


وأشار في ذات السياق إلى أنّ مواطنين اشتكوا قبل سنوات من اخضرار الأضاحي بعد ذبحها في عيد الأضحى موضّحا أنّ ذلك يعود إلى عدم إعطائها الوقت الكافي للهضم مما يجعل الفضلات تعود إلى العروق وتتنقل إلى العضلات وهو مايحدث تقريبا بالنسبة للأسماك.

كما حذر العميد رجب من نوعية الأسماك التي تعيش في مياه غير متحرّكة كـ”الببّوش” والمحّار وغيرها لأنها تستهلك رواسب المعادن الثقيلة على غرار الزئبق والزنك وغيرها مما يؤدي في البداية إلى الاضطراب العصبي وتسممات غذائية ثم إلى الموت المفاجئ بعد تكدّس هذه المعادن.


الخروج من نسخة الهاتف المحمول