أدّى رئيس مجلس نواب الشعب راشد الخريجي الغنوشي، بصفته الشخصية والحزبيّة، زيارة غير معلنة دامت 48 ساعة، وسط ردود فعل محتشمة مع قيادات حركة النهضة التي يتزعّمها، فلم يتحدّث عن فحواها سوى النائبين ماهر مذيوب ومحمد القوماني اللذين أكدا على “حصائل هامّة للزيارة”.

الّلافت في ذلك، أنّ رئيس حركة النهضة التقى خلال زيارته الخاطفة إلى قطر كلّا من وزير الشباب والرياضة الأسبق واللّاعب الدولي التونسي والذي يشتغل حاليا كمحلّل في قنوات BeIN Sports، طارق ذياب، إلى جانب حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الرّاحل الباجي قائد السبسي، الذي يقيم بصفة متقطّعة في الدوحة منذ وفاة والده.

زيارة الغنوشي إلى قطر، جاءت بعد تغييرات إقليمية وجيوسياسية خاصة بعد التقارب الحاصل بين تركيا ومصر وهو ما يجعل حركة النهضة تبحث لها عن موقع جديد في الخارطة الدوليّة مع الدوحة، الحليف الأول لحركات الإسلام السياسي.

كما أنّ الصراع يحتدم بين زعيم الحركة ورئيس الجمهوريّة قيس سعيّد الذي زار مؤخّرا مصر عقب “التقارب النسبي” بين القاهرة والدوحة من جهة وبين القاهرة وأنقرة من جهة أخرى، وخاصة بعد حديث مصر عن “رسائل إيجابية” من قطر، تتعلق بالسعي لـ”استعادة زخم العلاقة في كافة النواحي السياسية والاقتصادية، وفق وزير الخارجية المصري سامح شكري، فضلا عن إعلان تركيا أخيرا استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر ورغبتها بتحسين التعاون معها بعد الفتور الذي شهدته العلاقات بين الطرفين منذ قيام الجيش بعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي عام 2013.

ومنذ أكثر من سنة لم يقم الغنوشي بتحرك خارجي في إطار الزيارات، حيث تعود آخر زيارة قام بها إلى تركيا في جانفي من العام 2020.